وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة الابتكار على رأس قائمة أولوياتها، باعتباره البوابة الرئيسية للتعامل مع مرحلة ما بعد النفط، وتعمل جاهدة على تحفيز العقول المبدعة المبتكرة، من أجل خلق كوادر وطنية مؤهلة وقادرة على التصدي للتحديات التي تواجه العملية التنموية، بما يتيح بناء المستقبل على أسس وركائز صلبة ومستدامة، وفي هذا الإطار أصدر ?صاحب ?السمو ?الشيخ ?خليفة ?بن ?زايد ?آل ?نهيان، ?رئيس ?الدولة، ?حفظه ?الله، ?بصفته ?حاكماً ?لإمارة ?أبوظبي، ?قانوناً ?بإنشاء «?جامعة ?خليفة ?للعلوم ?والتكنولوجيا»، ويأتي هذا القرار ليؤكد أن الابتكار أصبح نهجاً راسخاً وجزءاً أصيلاً من مسيرة الدولة التنموية، والمدخل الرئيس لمستقبل مشرق قادر على الارتقاء بالإمارات للمكانة التي تستحقها، ومن هذا المنطلق، وفي ظل سعي الدولة لترسيخ اقتصاد معرفي مستدام، حرصت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، على نشر ثقافة الابتكار وتشجيع البحث العلمي واتباع أحدث التكنولوجيات المتطورة عالمياً بين الأجيال الناشئة في جميع المراحل التعليمية، إيماناً منها بأن خلق أجيال متعلمة تنتهج الإبداع والابتكار هو نواة التقدم واستكمال مسيرة التنمية. وتأتي أهداف «?جامعة ?خليفة ?للعلوم ?والتكنولوجيا» ترجمة لسياسة استراتيجية تنتهجها الدولة لترسخ الإبداع والابتكار عنواناً للمرحلة الراهنة، حيث تتمثل أهداف الجامعة في دعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي، ورفد المجتمع بالكوادر المؤهلة، وإيجاد الصلة بين الفكر الأكاديمي ومؤسسات المجتمع، وخلق النفع المتبادل في هذا المجال، بالإضافة إلى تشجيع ودعم ورعاية أنشطة الأبحاث العلمية، وبرامج نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وإعداد وتدريب الكوادر المؤهلة علمياً وعملياً في جوانب العلوم والمعرفة كافة، من خلال تنظيم وتنفيذ برامج تعليمية وتدريبية متطورة بأعلى درجات التقنية والحرفية، وتقديم البحوث الأكاديمية والتطبيقية في المجالات ذات الأهمية العلمية والاستراتيجية، وتشجيع ثقافة وتطبيقات ومشاريع الابتكار وريادة الأعمال. ومنذ أن أطلقت الأجندة الوطنية، سرعان ما أدركت قيادة الدولة أن الابتكار هو السبيل الأهم لتحقيق خطط الدولة المتمثلة في «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى الوصول إلى اقتصاد معرفي مستدام قائم على تنوع مصادر الدخل وخلق قطاعات اقتصادية غير نفطية قادرة على المنافسة، وبدأت الدولة تطلق المبادرات وتتبنى المشروعات القائمة على الإبداع والابتكار وتعزيز قدرتها التنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي، إدراكاً منها أن الابتكار والإبداع هما النواة الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة في ظل الظروف العالمية التي يسودها الغموض وتحفها المخاطر. ولولا هذا الفكر المستنير الذي تنفرد به دولة الإمارات قيادة وشعباً وتتبناه مؤسسات وهيئات الدولة كافة من خلال خطط واستراتيجيات عمادها الإبداع والابتكار، لما استطاعت الإمارات بناء مجتمع معرفي يقوده المبتكرون ذوو الرؤى المستقبلية لتعزيز المسيرة التنموية لدولتهم، وقد غدت دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل تجربة ابتكارية مميزة على المستويين الإقليمي والعالمي بما قدمته وأبدعته، بالإضافة إلى كونها من أكثر الدول تنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي. ونتيجة للجهود الدؤوبة التي بذلتها الدولة -وما زالت تبذلها- استطاعت تحويل الابتكار إلى ثقافة عمل وأسلوب حياة، ما جعلها منصة عالمية للابتكار وبيئة خصبة للمبتكرين تستقطب أفضل العقول والكفاءات، وتفتح الباب أمامهم وتوفر لهم الفرص المثالية للإبداع والابتكار إيماناً منها بأن الابتكار ثروة مستدامة وأساس لتطور الشعوب وتقدم الدول نحو المستقبل. وبالرغم من هذه المكانة المرموقة التي وصلت إليها الإمارات، فما زالت ماضية بسواعد أبنائها بكل عزم وإخلاص لمواصلة هذا النهج الابتكاري ومواكبة كل المستجدات أينما وجدت في العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.