تُختَتَم، اليوم في العاصمة أبوظبي، فعَّاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2017» في دورته الثالثة عشرة، ومعرض الدفاع البحري «نافدكس 2017» في دورته الرابعة، اللذَين انطلقا يوم الأحد الماضي، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- بحضور شخصيات عسكرية وحكومية دولية، من أبرزها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، ووزير الدفاع المصري، الفريق أول صدقي صبحي، ووزراء دفاع وقادة جيوش دول أخرى، بمشاركة العشرات من شركات الأسلحة. وتُعَدُّ هذه الدورة هي الأضخم في تاريخ المعرض على مدار نحو ربع قرن. وفي سياق الأهمية البالغة التي ينطوي عليها المعرض أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- «أن سلسلة معارض آيدكس، إضافة إلى كونها نافذةً لعرض تقنيات صناعة السلاح، فإنها باتت محطة مهمَّة وأساسية لتلاقي الخبرات والأفكار وعرض الابتكارات والمشروعات المتقدِّمة في تطوير الصناعات الدفاعية، وتحديثها، كما أنها منصَّة لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بشؤون الدفاع من خلال وجود أبرز القادة والمسؤولين والخبراء وصنَّاع القرار في هذا المعرض الدفاعي، الذي يحظى بإقبال متزايد دورة بعد أخرى، ويشهد تطوراً من حيث الكمُّ والنوع». ومنذ انطلاق الدورة الأولى لمعرض «آيدكس»، في عام 1993، شهد المعرض تطوراً يشهد له بفضل دعم القيادة الرشيدة اللامحدود له، وارتسمت ملامح هذا التطور على مختلف الجوانب التنظيمية والفنية للمعرض، ويترجَم هذا النجاح في القفزة النوعية التي شهدها المعرض على مدار 24 عاماً في أعداد المشاركين والزوار، وصولاً إلى المساحات الإجمالية للعروض، حيث نما عدد الشركات المشاركة في دورات «آيدكس» نحو خمسة أضعاف، فقد بلغ في الدورة الأولى 250 شركة، بينما بلغ عددها في الدورة الحالية 1235 شركة، وارتفع عدد الدول المشاركة في الدورة الحالية إلى 57 دولة بنمو 68%. كما زاد عدد الزائرين للمعرض، خلال دوراته، بنسبة 194% أي نحو ثلاثة أضعاف، حيث بلغ عددهم أكثر من 100 ألف زائر للدورة الحالية. وكذلك ارتفعت مساحة العرض للمعرض نحو خمسة أضعاف. كما زادت التغطية الإعلامية بنسبة 72% لتصل إلى 1000 إعلاميٍّ للدورة الحالية. وأهم ما يميز الدورة الحالية للمعرض هو أنه يحظى بأكبر مشاركة للشركات الوطنية، حيث تشارك أكثر من 200 شركة بزيادة قدرها 29 ضعفاً على الدورة الأولى، كما يُعَدُّ جناح شركة «الإمارات للصناعات العسكرية» أكبر أجنحة المعرض الذي استحوذ على نسبة كبيرة من الصفقات التي تم توقيعها خلال أيام المعرض الأولى، ما يعكس نجاح دولة الإمارات في تعزيز صناعتها العسكرية والدفاعية، وترسيخ مكانتها بقوة في قطاع التسليح. وبالتزامن مع معرض «آيدكس»، الذي يُعَدُّ أحد أبرز سبعة معارض عالمية متخصصة بالصناعات العسكرية، تُعقَد الدورة الرابعة من معرض «نافدكس» المتخصِّص بالصناعات الدفاعية البحرية، وتشارك في فعَّالياته نحو 99 شركة متخصصة من 27 دولة. ويأتي حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تنظيم «آيدكس» و«نافدكس» بتلك الصورة الباهرة جزءاً من الرؤية التنموية الشاملة التي تتبنَّاها الدولة، والتي ترجمتها «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى جعل الإمارات في مصافِّ الدول المتقدمة، إذ ينطوي هذا الحدث العالمي على جوانب تنموية عدَّة، من أهمها تنمية قطاعات الصناعات الدفاعية والعسكرية، والاطِّلاع على أهم الأنظمة الدفاعية والعسكرية والمدنية، وأهم الحلول الابتكارية والمشروعات المستقبلية التي يتم تنفيذها في أنظمة الدفاع، بالإضافة إلى الاستفادة من التطوُّر الذي وصلت إليه الدول المتقدمة في الصناعات الدفاعية والعسكرية، وأحدث الأسلحة بمختلف أنواعها، كما يوفِّر المعرض فرصاً فريدة في تعزيز التعاون العسكري والتنسيق القائم بين الإمارات والدول المشاركة، وإبرام الصفقات المهمَّة بما يخدم المصالح المشتركة، ويُعَدُّ المعرض بمنزلة منصَّة فريدة لعرض الأفكار والتجارب، ومناقشتها، وصولاً إلى بلورة أنظمة دفاع متطوِّرة تدعم الأمن والاستقرار في الدول كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية