في ديسمبر الماضي، حضرت مؤتمر سياسة خارجية حول الشرق الأوسط، رعاه معهد «هوفر»، لكن المتحدث الرئيس اضطر إلى الاعتذار.. بعد نبأ ترشيحه وزيراً للدفاع الأميركي. وبدلاً من «جيم ماتيس» (الذي كان باحثاً في «هوفر» قبل ترشيحه وزيراً)، تحدث الباحث الزائر في المعهد «الجنرال إتش آر ماكماستر». وفي حين أن التصريحات لم تكن للنشر، إلا أن «ماكماستر» أطلع الحضور من متخصصي السياسة الخارجية على رؤية شاملة لنقاط القوة والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة. وبدا واسع الاطلاع وذا شخصية كاريزمية. ومن الواضح أنه دارس متبحر للتاريخ، وبغض النظر عن صوته الأجش، الذي وصفه بأنه نتيجة الصياح العالي في مناورات البحرية والجيش، كان متحدثاً لبقاً. وها هو الآن بات مرشح الرئيس ترامب لشغل منصب مستشار الأمن القومي. ويحظى «ماكماستر» باحترام كبير في مجتمع السياسة الخارجية المحافظ، وهو رجل لا يكترث كثيراً للمظاهر، ولديه قدر كبير من الخبرة القتالية الميدانية. وأكد «تيم كين»، الباحث في «هوفر»، أن «إتش آر ماكماستر» يحظى باحترام كبير كقائد محارب قوي، وكباحث وكاتب فذّ، مضيفاً: «إنه شخصية شاملة، سيقدم النصيحة الصادقة، واختياره سينعكس بصورة إيجابية جداً على الرئيس ترامب». وعلى النقيض من سلفه، الذي وصفه كثيرون بأنه كان «شديد التوتر»، يبدو «ماكماستر» قوياً، وإن لم يكن متوتراً، مع درجة من خفة الظل. ولا يبدو رجلاً سيروج للتودد إلى روسيا، أو اعتناق فكرة أن «الناتو» يمثل عبئاً أو أن يتهم العالم الإسلامي بأسره، فهو ليس «مايكل فلين»، وهذا أمر طيب. ومثلما أخبرني «توماس دونيلي» من «معهد أميركان إنتربرايز»، «ربما يكون (ماكماستر) أفضل نتيجة ممكنة في ظل هذه الظروف». وفي دوره كمستشار للأمن القومي، من المفترض أن يصبح «ماكماستر» وسيطاً أميناً، وموضحاً للمعلومات، وصائغاً لخيارات الرئيس. ومن خلال علاقات العمل الطيبة مع وزير الدفاع «ماتيس»، لديه فرصة سانحة كي يكون همزة وصل مؤثرة بين الرئيس ومختلف وكالات وأفرع السياسة الخارجية. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»