تولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- أهميَّة قصوى لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والحياة العامة، وتوفير أفضل سبل الرعاية لهم، وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل، وذلك بهدف إظهار قدراتهم، وجعلهم فئة منتجة تسهم بفاعليَّة في العملية التنموية، وتوفير الفرص الكفيلة بتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق استقلاليتهم، وهذا الاهتمام لا ينبع إلا من دولة متقدِّمة تحكمها قيادة مخلصة، وهذا هو النهج الذي أسس له المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه- منذ نشأة اتحاد الدولة. وفي هذا الإطار، وتجسيداً لمبادرة صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- بإعلان 2017 عاماً للخير، افتتحت وزارة تنمية المجتمع معرض «إينبل» الأول من نوعه، الذي أقيم مؤخراً في دبي، تحت شعار «انظر إلى مُنتَجي لا تنظر إلى إعاقتي»، ويضم منتجات 55 طالباً وطالبة، و11 من مراكز ذوي الإعاقة في الدولة، ليترجِم جزءاً من جهود الدولة في تعزيز التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وإلحاقهم بالحياة العملية لاستثمار طاقاتهم، ورفع مستوى كفاءتهم المهنية، وتوفير مزيد من فرص العمل لهم، بما يساعدهم على التكيُّف والانخراط في بيئة العمل. ويعكس هذا المعرض الاستراتيجيَّة التي تتبعها وزارة تنمية المجتمع من خلال تبنِّي برامج متخصِّصة للانتقال بذوي الاحتياجات الخاصة من الرعاية إلى التنمية ضمن خطط محكمة من دون إغفال رعايتهم، ومن ضمن تلك البرامج، التي تنتهجها الوزارة لتحقيق ذلك، برنامج التشغيل المدعوم الذي يركِّز على قدرات المعاق وميوله، وفقاً لقاعدة بيانات تفصيلية، واختيار العمل المناسب له بعد تجزئته إلى مهامَّ فرعيَّة، ومن ثمَّ تدريبه عليه في بيئة العمل، ما يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي بين المعاق وبيئات العمل المادية والبشرية، الأمر الذي يؤدي إلى نجاح هذا التشغيل. وتأتي استراتيجية الوزارة انعكاساً لاستراتيجية وتوجُّه دولة الإمارات بشكل عام، التي تولي ذوي الاحتياجات الخاصة أهمية كبيرة، باعتبار أن المعاق إنسان قادر، ولديه إمكانيات بمستوى السليم، وإتاحة الفرصة له بما يجعله إنساناً ناجحاً وقادراً على منافسة الأصحَّاء في المجالات كافة. وتجاوباً مع هذه الأهداف الإنسانية النبيلة للدولة قام وفد من «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، مؤخراً، بزيارة لكلٍّ من «مركز راشد للمعاقين» في دبي، و«مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية -فرع كلباء» في الشارقة، من منطلق حرصه على المشاركة في تنفيذ أهداف مبادرة «عام الخير»، وترجمة لدوره الحيوي في خدمة المجتمع، وتعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات الوطنية المعنيَّة بالعمل الخيري والإنساني. وتعكس تلك الجهود النهج الإنساني والاجتماعي، الذي تتبنَّاه الدولة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، النابع من عادات الشعب الإماراتي الأصيل، وتقاليده، وإيمان الدولة قيادةً وشعباً بأن توفير العيش الكريم لهؤلاء مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة قائمة على المساواة، فلا تكون الإعاقة سبباً يحول دون حصولهم على أيِّ خدمات تقدمها الدولة إلى مواطنيها، ويتحقق ذلك بتأهيلهم معنوياً واستقلالهم مادياً، ليشاركوا كغيرهم من الأصحاء في بناء مجتمعهم، ويحصلوا على جميع حقوقهم بشكل ميسَّر، ولهذا تُعَدُّ تجربة الإمارات في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم تجربة يُحتذَى بها، ليس فقط لأنها تسعى نحو تذليل العقبات التي تواجههم من خلال إصدار التشريعات والمبادرات، وإنما لأنها أيضاً تستهدف بالأساس العمل على دمجهم في المجتمع، ليشاركوا بفاعلية في مسيرة التنمية، وفي مختلف مواقع العمل الوطني. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية