معضلتان في «نووي كيم».. و«الحمائية» الأميركية تقتل الصداقة «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا هيرالد» أول من أمس، وتحت عنوان «فن إبرام اتفاق مع كوريا الشمالية»، رأى «يون يونج كوان» وزير خارجية كوريا الجنوبية السابق، وأستاذ فخري في العلاقات الدولية بجامعة سيؤول الوطنية، أن دونالد ترامب تحلى بضبط النفس عقب الاختبار الذي أجرته كوريا الشمالية على صاروخ باليستي، جعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن الخطوة التالي التي سيقدم عليها ترامب.. الرئيس الأميركي الجديد أعلن أن قيام بيونج يانج بتطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية ويمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة، أمر «لن يحدث»، لكن ترامب لم يحدد ما هي الخطوة التي سيقدم عليها لمنع كوريا الشمالية من تهديد بلاده. وحسب «كوان»، ربما تلقت إدارة ترامب نصيحة بشن ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الكورية الشمالية، لكن هكذا سيناريو ينطوي على خطورة ولن تكون له الفعالية المتوقعة، لأن بيونج يانج قد ترد بتصعيد عسكري ضد كوريا الجنوبية، وهذه الأخيرة، لا تريد المغامرة بخوض حرب، ما يعني أن أي هجوم أميركي محتمل على كوريا الشمالية، ستكون له آثار كارثية على التحالف الأميركي- الكوري الجنوبي. كوريا الشمالية طورت صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب، ما يعني أن الصواريخ يمكن إخفاؤها قبل إطلاقها، ما يجعل من الصعب التعرف على الأهداف التي يتم توجيه الصواريخ صوبها، وأيضاً توقيت إطلاقها. ويطرح الكاتب سيناريو فرض عقوبات على كوريا الشمالية، بشرط أن تتعاون الصين في تفعيلها، لكن ضمان هذا التعاون ليس مهمة سهلة.. خاصة أن الحزب الشيوعي الصيني سيعقد مؤتمره الوطني التاسع عشر هذا العام، والرئيس الصيني لا يريد أن يظهر في المؤتمر وكأنه رضخ للضغوط الأميركية.. ويتعين على إدارة ترامب التعامل مع معضلتين عند مواجهة التصعيد الكوري الشمالي، أولاهما، تتعلق بالصين، فنزع سلاح بيونج يانج النووي، يتطلب إزالة المخاوف الجيوسياسية لدى الصين، والتي تتعلق بمستقبل شبه الجزيرة الكورية، فطوال قرون عديدة تنظر الصين لهذه المنطقة على أنها جزء من خطة تطويقها، أو عادة ما تكون معبراً لغزوها، وفي عام 1592 غزا الجنرال الياباني «تويوتومي هايدويوشي» المملكة الكورية آنذاك، كي ينطلق منها لغزو الصين، علماً بأن هذه الأخيرة قاتلت الجيش الياباني داخل كوريا. المعضلة الثانية تتمثل في أمن كوريا الشمالية، فهي كدولة صغيرة وتعاني من العزلة، تشعر بالتهديد من قبل جيرانها، حتى إذا كانوا لا يشكلون ضرراً عليها، وهذا الشعور بالانكشاف يدفع بيونج يانج نحو تقوية جيشها وحيازة أدوات للردع مثل الأسلحة النووية، وهذا المنطق يدور في حلقة مفرغة، لأن جيرانها ينظرون إلى خطواتها على أنها تصعيدية تهدد أمنهم. ويشير الكاتب إلى أن الرئيس كلينتون راعى هذه المعضلة عند إبرام اتفاق جنيف الإطاري عام 1994 الذي تضمن تجميد البرنامج النووي لعدة سنوات مقابل تحسين العلاقات الأميركية مع كوريا الشمالية، كما أن إدارة بوش الابن وضعت بيونج يانج ضمن «محور الشر» لكنها إبرمت عام 2005 اتفاقاً لإطلاق المحادثات السداسية للتفاوض من أجل حل أمة البرنامج النووي الكوري الشمالي. وإذا كان ترامب قد صرّح في حملته الانتخابية بإمكانية الحوار مع الزعيم الكوري الشمالي»كيم يونج أون"، فإن الفرصة أمامه الآن لإبرام اتفاق شامل مع بيونج يانج قائم على ضمانات أمنية ومحفزات اقتصادية، على أن يكون الاتفاق مسبوقاً بآخر مع الصين لاحتواء مخاوفها الاستراتيجية. «ذي موسكو تايمز» في مقالها المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية، يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «لماذا لم يبن بوتين الجدار مع المكسيك»!، رأت «إيليزيفيتا أوستينسكايا»، رئيسة تحرير جريدة «فيدوموستي» الروسية أن هناك أوجه شبه بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة في التعامل مع المهاجرين، فلدى روسيا مشكلة هجرة أشبه بتلك المثارة في الولايات المتحدة الآن حول المهاجرين القادمين إليها من المكسيك.. الكاتبة لديها قناعة بأن لروسيا «مكسيكها»، التي تتمثل في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، أو الجمهوريات المستقلة في آسيا الوسطى، مثل أوزبكستان وقرغيزستان وطاجكستان، حيث يوجد ملايين من المهاجرين القادمين من هذه البلدان إلى روسيا سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، وحسب الكاتبة، يعاني هؤلاء صنوفاً متعددة من التمييز ويتعرضون لانتهاكات، وخطاب مفعم بالكراهية. وتستدل الكاتبة على حادثة وقعت عام 2015 في مدينة سان بطرسبيرج، حيث تم خطف طفل رضيع طاجيكي عمره لا يتجاوز خمسة أشهر من أمه، وبعدها عُثر عليه ميتاً في ظروف غامضة، كما تم اعتقال عائلته بتهمة انتهاك قانون الهجرة. وحسب الكاتب يعتقد كثير من الروس أن المهاجرين غير الشرعيين هم مصدر الشرور ومسؤولون عن طيف واسع من الجرائم. ومن بين نقاط التشابه بين الولايات المتحدة وروسيا أن لدى الأخيرة مشكلة تتعلق بالمسلمين، فأحيانا تقودنا جذور الإرهاب إلى الشيشان والجمهوريات الاتحادية في شمال القوقاز، وهناك بعض القوميين الروس من طالبوا - إذا سنحت لهم الفرصة- بحظر سفر الإثنية الشيشانية إلى موسكو، كما كانت فكرة بناء جدار حول الشيشان فكرة تحظى بشعبية لدى الساسة الروس في تسعينيات القرن الماضي. «تشينا ديلي» في مقاله المنشور بـ«تشينا ديلي» الصينية يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «بالنسبة للولايات المتحدة، فرض ضرائب على الصادرات والواردات هزيمة للذات»، أكد «ليو جون»، وهو كاتب من وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء، أن المقترح الأخير الذي روّج له النواب «الجمهوريون» داخل الكونجرس والذي يطرحون خلاله هذه الضرائب، يُعد ضربة لمعايير التجارة الدولية، ويلحق الضرر بمصالح شركاء أميركا التجاريين، وفي الوقت نفسه سيكلف المستهلكين الأميركيين الكثير، ويضع حداً للنفوذ الأميركي على الصعيد العالمي. الكاتب يرى أنه إذا كانت هناك بعض النوايا الطيبة وراء المقترح كتلك المرتبطة بزيادة تنافسية المنتجات الأميركية، وتوفير ظروف جيدة للصناعات المحلية، فإنه من الصعب تحقيق ذلك دون أن يتحمل الأميركيون تكلفة باهظة. المقترح يربك الاتحاد الأوروبي وغيره من حلفاء الولايات المتحدة، وربما يثير نزاعاً هو الأكبر في تاريخ منظمة التجارة العالمية، ذلك لأنه يسير عكس المبادئ الاقتصادية الأساسية، التي تأسست عليها قواعد التجارة الدولية. ويحذر الكاتب من أن النفوذ الأميركي سيتراجع على الصعيد العالمي بسبب التراجع المحتمل في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى، وعلى ترامب إدراك أن رفض الاتحاد الأوروبي- أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة- هذا المقترح، ما قد يُذكّره بأن «الحمائية» التجارية تقتل علاقات الصداقة.