المتغير الأول المؤثر في دفع إيران للتفكير في إعادة حساباتها، هو انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتصريحاته التي قال فيها إن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب، ووجود مقترح لبحث تصنيف الحرس الثوري كجماعة إرهابية. وتنبيه ترامب «المرشد الأعلى» علي خامنئي إلى إدراك وجود رئيس جديد مختلف في المكتب البيضاوي. والرئيس ترامب «لن يسمح لإيران بمواصلة انتهاكاتها الواضحة». هناك متغيرات، في منطقة الخليج العربي وهي بروز قوى «التحالف العربي»، المتمثلة في«عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، التي باغتت دولا إقليمية ودولية. لأن الصورة النمطية السائدة، أن دول مجلس التعاون الخليجي، في حالة استرخاء ولم تعتاد الحروب. هذه الصور، ساعدت أعضاء مجلس الأمن الدولي، على إصدار قرار بشأن اليمن، الذي شكّل، غطاء دولياً، لتحرك قوات «التحالف العربي»، في إعادة الشرعية، لليمن. ومتغير دولي آخر، حديث الرئيس ترامب في التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى تصريح بريطانيا للمساعدة في التصدي للاعتداءات الإيرانية. الكرة الآن، في الملعب الإيراني. فإذا كانت إيران جادة في المصالحة، عليها هذه المرة، أن تُحدث واقعاً إيجابياً جديداً، يبدد شكوك دول مجلس التعاون الخليجي في الكف عن تدخلاتها ومشروعاتها التوسعية، وتغير سلوكها، بعد الاتفاق النووي مقابل تعايشها السلمي مع محيطها الإقليمي. وتبقى زيارة روحاني مجرد مؤشر إيجابي، ما لم يُحال الأمر، لصانع القرار«ولاية الفقيه علي خامنئي». زيارة الرئيس الإيراني روحاني إلى الكويت وعُمان، مؤشر إيجابي، وهل يمكن البناء عليه سياسياً، ليفتح كوةً في الجدار السميك من الشكوك. في ذلك، صرح نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني، أبو طالبي في تغريدة له يوم 15 فبراير «أن مبادرة روحاني الإقليمية، هي مؤشر على الحاجة، لإقامة صداقات إسلامية، واستعادة العلاقات الإقليمية وهذه المبادرة الإقليمية هي فرصة، يتعين على أصدقائنا، في المنطقة، أن يستغلوها لأنها لن تتكرر». الكويت بحثت معه، مسألة تهديدات ميليشيات «الحشد الشعبي»، بشأن خور عبدالله التي أثارها نواب تيار نوري المالكي، ومسألة حقل الدرة البحري. وسبق أن زار صباح الأحمد وزير خارجية الكويت طهران الذي قال هناك: «نحن شركاء، في هذه المنطقة، ولدينا مصالح مشتركة وتطبيع العلاقات سيعود بالمنفعة على الجانبين». كما، كشفت صحيفة «الرأي» الكويتية أن إيران أرسلت وزير استخباراتها، محمود علوي، حاملاً رسالة خطية من الرئيس الإيراني روحاني تتعلق بالعلاقات الثنائية ومع دول الخليج، متضمنة رغبة قوية في أن تحل الخلافات في المنطقة «من قبل أهل المنطقة»، وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الخليج على مبدأ «حل المسائل العالقة بالحوار الهادئ». الكويت طلبت من المسؤول الإيراني، البدء في إجراءات بناء الثقة، مع دول المنطقة، عارضة وجهة نظرها بالنسبة للتدخلات التي حصلت في دول مجلس التعاون. الجانب الإيراني عرض وجهة نظره، أن الخطاب العدائي لإيران في مختلف مؤسسات الدول الخليجية. والكويت بدورها أبلغت المسؤول الإيراني، وقف اعتبار إيران وصية على هذا المكون الاجتماعي أو ذاك في دول الخليج. كل دولة خليجية تحضر ردودها على الرغبة الإيرانية، لتشكل حزمة واحدة من المطالب. والرياض لم ترد على طلب إيران لترطيب العلاقات معها، لأن المملكة، ترى أن إصلاح العلاقات مع طهران، ليست ثنائية، وإنها، تمثل مصالح المنطقتين الخليجية والعربية. على إيران أن تفهم بأن مياه الخليج قد تغيرت، وكما يقول، هرقليطس «لا تستطيع، أن تنزل النهر مرتين»، حيث حصلت تحولات خليجية مع تغير الرياح، وعليها أن تُعدل من شراع سفينتها.