ينبغي على دونالد ترامب، الذي يفضل متابعة الشبكات الإخبارية أكثر من القراءة، أن يلقي نظرة سريعة على كتاب للراحل «والت كيلي». فهو رسام الكاريكاتير الذي اخترع الشخصية الكارتونية «بوجو» وجعله يقول «لقد قابلنا العدو وهذا العدو هو أنفسنا». وفيما يواجه ترامب أول استقالة لأحد مسؤولي البيت الأبيض البارزين، ويفكر وفقاً لتقارير عديدة في إجراء تغيير أكبر في فريقه بعد أن واجه أصعب بداية يمكن أن يواجهها رئيس جديد، من الممكن أن يعلمه «بوجو» شيئاً مهماً يبدو عازماً على تجاهله: المشكلة هي الرئيس. كان الانعدام الفوضوي للنظام، والإجراءات المؤقتة والهجمات الشخصية التي تميزت بها الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب هي السمات التي حملتها حملته. ورغم أنها نجحت كثيراً أثناء الحملة، إلا أنه من الأصعب بكثير الحكم بهذه الطريقة. لقد اختار ترامب فريقه، والذي كان في الثلاثة أسابيع ونصف الأولى انعكاساً لقائده. فلماذا إذن نصاب بالدهشة من الأوامر التنفيذية، التي يتم صياغتها بلا مبالاة، مثل حظر السفر بالنسبة للقادمين من سبع دول ذات أغلبية من المسلمين، أو المواقف النرجسية المحرجة، مثل الخوض في حجم الحشد الذي حضر حفل تنصيب الرئيس أو التركيز فقط على نفسه أثناء زيارته لوكالة الاستخبارات المركزية، أو التيار من الذم الموجه ضد شخصيات أمثال جون ماكين؟ وبالنسبة لمستشار الأمن القومي «مايك فلين»، الذي رحل بالفعل، فقد كان غير ملائم بشكل فذ في موقعه. وتسبب حكمه المتذبذب، على أي حال، في أن يتم فصله من منصب سابق كمدير وكالة الاستخبارات الدفاعية. فقد أجرى مناقشات سرية مع السفير الروسي خلال الشهر الأخير من إدارة أوباما، وكان على ما يبدو ينصح المسؤول الدبلوماسي بأنه لا داعي للقلق بشأن العقوبات التي فرضها أوباما لأنه سيتم إعادة النظر بشأنها في ظل إدارة ترامب، ثم نفى «فلين» ما حدث لنائب الرئيس «مايك بينس» وكان يتعين عليه الاعتذار. وكان ذلك غير لائق أخلاقياً وسخيف سياسياً في الوقت نفسه لأنه سلط الضوء مجدداً على اتصالات إدارة ترامب المحيرة بروسيا. فقد كان فلين ضيفاً بصورة منتظمة على التليفزيون الروسي المملوك للدولة، وهناك تحقيقات حكومية في روابط ترامب المحتملة بروسيا. ـ ـ ـ ــ ــ ألبرت هانت* ـ ـ ــ ـ محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»