إننا قساة للغاية مع إدارة ترامب، وربما نكون السبب في جعل «شون سبايسر» يبكي، لكن ليس هذا الذي يعتزم أي شخص القيام به. هناك تفسير أكثر بساطة لقائمة الحوادث الإرهابية التي تسترت عليها وسائل الإعلام، ومذبحة «بولينج جرين» والحقائق البديلة تحاول إدارة ترامب تحريفها وتضليل الشعب الأميركي بشأنها. إنهم يفعلون أفضل ما يمكنهم بالحقائق التي لديهم، وهم ببساطة جاؤوا من عالم بديل. وعندما ننظر إلى القائمة التي قدموها مؤخراً وتضم المرات التي فشلت فيها وسائل الإعلام في تغطية أعمال إرهابية فظيعة، سنرى سلسلة طويلة من الأخطاء الإملائية، والتي في الغالب لم تسفر عن مقتل أي شخص، لكنهم عندما ينظرون إليها يرون ملايين الناس الذين قتلوا! فهل هذا يكفي لتبرير حظر السفر الضخم الذي فرضوه؟ في عالمهم، ربما يكون «فريدريك دوجلاس» لا يزال حياً، وإسهاماته «يتم إدراكها أكثر وأكثر». وهناك يكون «أبراهام لينكولن» معروفاً كأحد المبتكرين التكنولوجيين! وهناك أيضاً تكون «المدن الداخلية» أمراً لا يصدق، حيث تحتاجون حمل البنادق في مدارسكم. وهناك، كان المهاجرون القادمون من إيران والعراق وسوريا والسودان وليبيا والصومال واليمن، مسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر! وفي هذا العالم، كان أوباما ملكاً شريراً دائماً ما يفرض إرادته على الشعب من خلال وسائل غير قانونية. وكان مسلماً مولوداً في كينيا، لكننا لم نرَ بعد شهادة ميلاده. في هذا العالم، كانت هيلاري مسؤولة عن مئات القتلى، كما أن والد «تيد كروز» هو الذي اغتال جون كنيدي. وأيضاً، كل المهاجرين هناك خبثاء وأشرار. إنهم يرتكبون عمليات قتل باستمرار. نحن نعيش في عالم حيث لا شيء من هذه الأمور صحيح، وهم يعيشون في عالم آخر حيث كل هذه الأشياء صحيحة، بيد أن هذا لا يعني أننا على حق وهم على باطل. إنه يعني ببساطة أن وجهات نظرنا مختلفة. ألكسندرا بيتري كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»