عندما يأتي الحديث عن المستقبل واستشراف آفاقه وبناء الأمم، لابد أن يأتي الحديث عن الشباب الذين هم نواة النمو وركيزة مسيرة التنمية، ولطالما آمنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأة اتحادها على يد المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتلك القناعة، التي استمر ترسيخها في ظل توجيهات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأصبح الشباب في صدارة أولويات واهتمامات الدولة، حيث عملت على توفير الظروف كافة، التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في عملية التنمية، وتحقيق رؤى الدولة الاستراتيجية، إيماناً منها بأن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن التي يجب الاستثمار فيها. واستناداً إلى هذه القناعة، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على بذل الجهود التي تهدف إلى تعزيز دور الشباب في تنمية المجتمع من خلال المبادرات والخطوات المختلفة، حتى باتت الإمارات إحدى الدول الرائدة التي يشار إليها بالبنان في رعاية الشباب وتمكينهم، وفي هذا السياق، جاء منتدى الشباب العربي الذي انطلق بالتزامن مع القمة العالمية للحكومات، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ليضيف إلى سجل الإمارات الثري في مجال تمكين الشباب وتعزيز دورهم في العملية التنموية، ويُعدّ هذا الحدث سابقة فريدة تجمع نخبة من الشباب العربي من مختلف الجنسيات والثقافات يمثلون 22 دولة عربية لبحث سبل الشراكة والتعاون وطرح الأفكار والقضايا الراهنة ومناقشتها وإشراكهم بشكل أساسي في معالجتها ووضع التصورات للنهوض بواقع الشباب. ويتضمن المنتدى ثلاث حلقات حوارية مع ممثلي عدد من المؤسسات والشركات الدولية والمحلية المهمة في مجال العمل مع الشباب عن قرب، بهدف الخروج بمبادرات شبابية عربية ومؤشرات معنية بالشباب العربي، تعمل على تمكين الشباب من لعب دور فاعل ومنتج في بناء اقتصاد المستقبل. وخلال افتتاحه لفعاليات المنتدى، قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: «إننا نتحدث اليوم عن العولمة ودورها في تقريب المسافات بين شعوب وحضارات العالم، ونقول إن قضايا المرحلة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية هي قضايا عالمية وللجميع دور في مواجهتها، فكيف لنا ألا نسعى إلى تقريب المسافات بين الشباب العرب أنفسهم الذين تجمع بينهم الكثير من القواسم سواء كانت اللغة أو التاريخ أو الأحلام والتطلعات؟ إن انفتاحنا على العالم سيكون له صدى أكبر وتأثير إيجابي أعمق إذا كنا كشباب عربي متفقين حول أجندة قضايانا ومتفقين في تصوراتنا لحلولها أيضاً». وبهذه المناسبة، أكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس الإمارات للشباب، أن مهمة منتدى الشباب العربي وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية شبابية عربية متكاملة، توحد جهود الشباب في مختلف القطاعات وتوظفها من أجل إحداث تغيير إيجابي في واقع بلدانهم، مضيفة أن الكثير من القضايا الثانوية التي تشغل بال الشباب وتحتل حيزاً كبيراً من نشاطاتهم وتستهلك طاقاتهم، بعض هذه القضايا له نتائج سلبية عليهم وعلى محيطهم، لكننا نؤمن بأن الشباب العربي لا تنقصه الطاقات. إن الطاقات الشبابية هي مستقبل أي وطن، وبقدر ما يتم تأهيل هؤلاء الشباب وتمليكهم المهارات المعرفية والقيادية المختلفة، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف الدولة، وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما تدركه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي نجحت بالفعل في فهم متطلبات الشباب والتعامل مع احتياجاتهم واستثمار طاقاتهم في الوجهة السليمة على مختلف الصعد، وذلك من خلال مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات المنهجية التي تستهدف تمكين الشباب المواطن. ولاشك في أن منتدى الشباب العربي، الذي يستهدف مناقشة التحديات التي تواجه الشباب، والعمل على تعزيز دورهم، إنما يجسد الدور الإماراتي الرائد في دعم قضايا الشباب العربي، وحرصها على إيجاد إطار مؤسسي فاعل يُعنى بكل قضايا الشباب، وبما يسهم في تمكينهم وتأهيلهم للمشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية في الدول العربية. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية