أوضح الرئيس دونالد ترامب أنه لا يحبذ الاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف، مثل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية «نافتا»، واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي «تي بي بي». وفي الشهر الماضي، وقع الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً تنسحب أميركا بموجبه من مفاوضات «تي بي بي»، وهي اتفاقية التجارة الحرة بين أميركا و11 دولة أخرى مطلة على المحيط الهادي. وكانت هذه الاتفاقية تقضي بإلغاء التعريفات الجمركية على الغالبية العظمى من الصادرات الأميركية من المنتجات الزراعية والغذائية. ويبلغ متوسط الرسوم الجمركية الزراعية 19% في اليابان و16% في فيتنام، على رغم أنه يتم تطبيق التعريفة القصوى بنسبة تزيد على 300% على بعض المنتجات، وفقاً لممثل التجارة الأميركي. وهناك أيضا اتفاقية التجارة الحرة بين دول الآسيان والصين، التي تضم عشر دول في جنوب شرق آسيا. ومع أن أميركا ليست عضواً فيها، إلا أنها تفيد بشكل مباشر مزارعي القطن الأميركي، وهي المحفز وراء الارتفاع الأخير في سعر القطن. وتتمتع هذه السلعة بأفضل الأسعار في غضون ستة أشهر، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى طلب فيتنام على القطن الخام، الذي نما بشكل مطرد في الأشهر الستة الماضية، وفقاً لإحصاءات الجمارك في فيتنام. وهذا له علاقة كبيرة بالاتفاقيات التجارية. يذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر مصدر للقطن في العالم، حيث قامت بتوفير ما يقرب من 40% من واردات فيتنام من القطن في الثلاث سنوات الأخيرة، و50% لهذه السنة حتى الآن، ما يشير إلى أن حصة السوق الأميركية آخذة في الزيادة. ومعظم الطلب المتزايد على القطن الأميركي في فيتنام ينبع من تراجع غزل القطن في الصين بعد القيود التي فرضتها الحكومة على الصناعة. وحتى مع انتقال صناعة الغزل من الهند وباكستان وأوزبكستان والصين إلى حد ما إلى دول مستوردة تفضل فرض رسوم مثل فيتنام، كانت أميركا تحصل على فائدة غير مباشرة من دخول الصين المعفي من الرسوم إلى دول الآسيان. وقد حفز هذا الطلب المتزايد عامين متواليين من النشاط وارتفاع الأسعار، وإن كانت العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية يتم تداولها بنحو 65% أقل من المعدل المسجل في 2011 وكان من شأن اتفاقية «تي بي بي» أن تساعد على توفير فرص متكافئة للعمال والشركات الأميركية، ما يؤدي إلى وجود مزيد من الصادرات الأميركية الصنع والوظائف بأجور أعلى. ولذا فإن رفض ترامب التفاوض بشأن الاتفاقية يجب أن يثير القلق ليس فقط لمزارعي القطن، بل أيضاً لجميع المصدرين إلى آسيا. شيلي جولدبيرج مستشارة في الاستثمار والتنمية المستدامة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»