في بادرة جديدة من نوعها تعكس تميز القيادة الرشيدة للدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سبق أن أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تبنيها أسلوب حياة يؤسس لمرحلة جديدة من التقدم والازدهار والاستدامة، ويضفي صبغة مميزة على مختلف أوجه الحياة، هذا الأسلوب أو النهج الجديد هو «السعادة». وقد تمت ترجمة هذا النهج، من خلال تشكيل وزارة السعادة في فبراير من العام الماضي، وتلا ذلك، اعتماد مجلس الوزراء الميثاق الوطني للسعادة والإيجابية الذي ينص على التزام حكومة دولة الإمارات من خلال سياستها العليا وخططها ومشاريع وخدمات جميع الجهات الحكومية على تهيئة البيئة المناسبة لسعادة الفرد والأسرة والمجتمع وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية. وكذلك اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أجندة دبي للسعادة التي تضم 16 برنامجاً رئيساً ضمن أربعة محاور، وتتضمن 82 مشروعاً. ولقد ذاع صيت دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن نجحت قيادتها المخلصة في أن تكون خير نموذج يحتذى به في إسعاد شعبها، ولم يأتِ هذا النجاح من فراغ، وإنما هو نتاج تضافر جهود قيادة مخلصة تؤمن بالابتكار وشعب مخلص لوطنه، فالسعادة في دولة الإمارات ليست مجرد شعار، وإنما هي أسلوب ونهج حياة نلمس ونشاهد تحقيقهما يوماً بعد يوم على أرض الواقع من خلال خطط وبرامج، وهذا ما عهدناه من القيادة الرشيدة التي تسير وفق خطط ورؤى واضحة وبيّنة للجميع في إطار زمني محدد. وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد الحوار العالمي للسعادة، في إطار جهود الدولة لتحقيق سعادة شعبها، وتعزيز مكانتها عالمياً، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة، التي انطلقت أمس تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتستمر حتى يوم غد، ويعد الحوار الذي سجل سابقة عالمية باجتماع أكثر من 300 من العلماء والمختصين والخبراء وصناع القرار، بمنزلة منصة عالمية تتيح للدول أن تعمل معاً في سبيل السعادة، وأن تتشارك في خبراتها مع بعضها بعضاً، ويطرح الحوار العالمي للسعادة 10 موضوعات رئيسة ضمن أربعة محاور، هي: دور الحكومات في تحقيق السعادة والرفاه، وعلم السعادة، وتصميم واعتماد سياسات السعادة والرفاه، وقياس السعادة، ما يمثل إضافة نوعية إلى أعمال القمة العالمية للحكومات. وقد أكدت وزيرة الدولة للسعادة نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، عهود بنت خلفان الرومي، في كلمة افتتحت بها الحوار العالمي للسعادة، «أن دولة الإمارات تؤمن بأن الوظيفة الأولى للحكومة والهدف الأسمى لعملها تحقيق السعادة، مستشهدة برؤية قيادتنا الرشيدة التي ترى«أن دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وأن وظيفة الحكومات هي خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم». وشددت الرومي على أن«دول العالم بحاجة ماسة إلى مثل هذا الحوار، وخصوصاً في ظل التوجهات المستقبلية والنمو المتسارع للعلوم والتكنولوجيا والروبوتات والذكاء الصناعي». إن رؤية القيادة هي مرآة لرؤية الدولة والنهج الذي تسير عليه، ولذا فإن العملية التنموية في دولة الإمارات تسير في إطار نهج دقيق يهدف إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية، وفق معطيات الزمن الحالي من نمو اقتصادي وتطور تكنولوجي وعولمة، وبين حماية حقوق الإنسان والحفاظ على مكتسباته وتوفير العيش الكريم له والعمل على تحقيق سعادته ورفاهيته، وذلك إيماناً بأن السعادة هي أهم دافع للإنسان لتحقيق طموحه ونجاحه، وأن السبيل الوحيد للوصول إلى المكانة العالمية التي يستحقها هذا البلد هو سواعد أبنائها، ولذا عملت على أن يكون لدى كل مواطن القدرة والرغبة في تقديم الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن الذي يستحق من شعبه كل التقدير والإخلاص والانتماء. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية