تحل اليوم الأحد الثاني عشر من فبراير، الذكرى الخامسة والأربعون لتأسيس المجلس الوطني الاتحادي، بوصفه إحدى السلطات الدستورية الاتحادية التي لعبت دوراً متميزاً في تكريس التجربة الوحدوية، وتدعيم مسيرة العمل الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة ورفده بالأفكار والمقترحات التي ساعدت على دفعه إلى الأمام، ونجاحه في الوصول إلى ما وصلت إليه، من تقدم وتنمية في المجالات كافة منذ تأسيسه عام 1972، والقيادة الرشيدة تنظر بتقدير كبير إلى المجلس الوطني الاتحادي، والدور الذي يقوم به في خدمة القضايا الوطنية، الداخلية والخارجية، باعتباره صوت الشعب، والمعبر عن طموحاته وتطلعاته، ولهذا لا تألو جهداً في تمكينه للقيام بدوره على الوجه الأمثل. لقد حرص الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أن يكون المجلس الوطني الاتحادي إحدى دعائم مسيرة الاتحاد، ولعل أول خطاب ألقاه في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس في الثاني عشر من فبراير عام 1972، وقال فيه: «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وتتطلع إلى مجلسكم الموقر، لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا، وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدي دوراً مهماً في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية»، إنما تجسد حجم الآمال والتطلعات التي بنيت على تجربة هذا المجلس، وما يتمخض عنه من تشريعات ومشروعات وقوانين وقرارات تصب في مصلحة الوطن وأبنائه وبناته جميعاً دون استثناء. وسرعان ما تطورت تجربة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح نموذجاً رائداً وفريداً من نوعه في معالجة القضايا الداخلية والخارجية، عماده الأول والأخير الشورى والتفاهم ومصلحة الوطن. وقد استكملت القيادة الرشيدة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، النهج ذاته في دعم المجلس الوطني الاتحادي وتطويره، حيث تواصل القيادة جهودها المشهودة لتعزيز المجلس وتوسيع صلاحياته ومساعدته على القيام بالدور الأساسي المنوط به، ليس في مجال مناقشة وإقرار القوانين والتشريعات وحسب، بل وفي العمل مع الحكومة بشكل وثيق بما يضمن تعزيز ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن الذي هو أولوية القيادة والحكومة والمجلس وكل أجهزة الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها. وقد شكل خطاب صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2005 بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لقيام اتحاد الدولة، نقطة تحول في تمكين المجلس الوطني الاتحادي، وتفعيل دوره في مسيرة العمل الوطني، حيث أكد سموه أن هذا التحول لابد أن يمر بمراحل متدرجة تنسجم مع طبيعة المجتمع وخصوصياته الثقافية والسكانية. وبفضل هذا الدعم اللامحدود من جانب القيادة الرشيدة، شهد أداء المجلس الوطني الاتحادي خلال السنوات الماضية نقلة نوعية، سواء فيما يتعلق بالسلطات والصلاحيات العديدة التي اكتسبها، أو بفضل الخبرة البرلمانية التي اكتسبها أعضاء المجلس في التعامل مع القضايا والأولويات الوطنية الداخلية والخارجية. إن الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة بتطوير أداء المجلس الوطني الاتحادي، وحرصها البالغ على توفير كل ما من شأنه أن يساعده على تأدية واجباته الوطنية، أفرز تجربة مميزة للمجلس، وعززت من دوره في خدمة العمل الوطني في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية، حيث يشارك بشكل فاعل في دعم خطط التنمية والتطور التي تمضي بدولة الإمارات نحو تحقيق «رؤية الإمارات 2021». وينطلق المجلس الوطني الاتحادي في أداء دوره الوطني، من استراتيجية طموحة تعمل على تحقيق تطلعات شعب الإمارات، وتتبنى أهدافاً حيوية ومبادرات للتواصل مع فئات المجتمع، فضلاً عن نشاط متميز للدبلوماسية البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي التي أصبحت تقوم بدور رائد في دعم سياسة الإمارات الخارجية، والتعبير عن ثوابتها في المحافل الإقليمية والدولية. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية