بثّت شبكة «سي إن إن» الإخبارية على الهواء مباشرة خبراً عاجلاً بعد ظهر يوم الجمعة، قال فيه المراسل «جيم سيسيوتو» في برنامج «ذا ليد» الذي يقدمه الإعلامي «جاك تابر» إن محققين أميركيين أكدوا بعض الاتصالات التي وردت بالتفصيل في الملف المكون من 35 صفحة الخاص بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجمعه عميل المخابرات البريطاني السابق. وقبل نشر ذلك الخبر، أكدت مصادر أن التفاصيل في ذلك الملف، الموجود بحوزة الاستخبارات الروسية، والذي أثار ضجة كبيرة في وسائل الإعلام في يناير الماضي، غير مؤكدة. لكن تقرير «سيسيوتو» وزميلته «إيفان بيريز» يكشف أن «عدداً من مسؤولي المخابرات وإنفاذ القانون في الولايات المتحدة الحاليين والسابقين، أكدوا ل (سي إن إن) أن مراقبة أجهزة المخابرات لمواطنين أجانب تؤكد أن بعض المحادثات الموصوفة في الملف حدثت بين الأفراد أنفسهم وفي الأيام والمواقع ذاتها على النحو الوارد بالتفصيل». بيد أنه ليس ثمة تأكيد بشأن محتوى تلك الاتصالات. فكان رد السكرتير الصحفي في البيت الأبيض «سين سبايسر»: «لا نزال نشعر بالاشمئزاز إزاء الأخبار الزائفة التي تذيعها سي إن إن». وظهرت الأنباء حول الملف للمرة الأولى قبل وقت قصير من الانتخابات من خلال «ديفيد كورن» في مجلة «ماذر جونز»، وقدم فيها توضيحاً حول نوع المعلومات التي تضمنها. وهناك أمور أثيرت أثناء الانتخابات وأثناء الفترة الانتقالية. وفي يناير الماضي، كشفت «سي إن إن» أن مناقشات حول الملف جرت على المستويات كافة، وأنه تم إطلاع كل من ترامب والرئيس الأميركي آنذاك أوباما على مزاعمه. وبعد تقرير «سي إن إن» في يناير، نشر موقع «بازفيد» الوثيقة بأسرها. بيد أن «سبايسر» لم يكتف باتهام الشبكة بنشر «أخبار كاذبة»، وإنما قال: «آن الأوان كي تركز (سي إن إن) على نجاح الرئيس في إعادة الوظائف، وحماية الدولة وتعزيز العلاقات مع اليابان والدول الأخرى، فقد فاز الرئيس في الانتخابات بسبب رؤيته ورسالته للأمة!». ويبقى السؤال: هل فهم «سبايسر» ورفاقه التقرير الذي يردون عليه؟ فرغم أن «سي إن إن» كشف عن مستوى من التأكيد في خبرها، لكن التفاصيل أبعد ما تكون عن الفضائح، إذ لم يتجاوز الكشف عن تأكيد محادثات بين مواطنين أجانب! إريك ويمبل: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»