«الحلم الأميركي» في خطر.. والكوريون الجنوبيون لايرفضون «الدفاع الصاروخي» «تورونتو ستار» في افتتاحيتها يوم أمس، وتحت عنوان «على كندا أن توضح أنها سترحب بالعالم»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية افتتاحية، أكدت خلالها أنه إذا كانت الولايات المتحدة تدير ظهرها للعالم، وتجعل الأجانب يشعرون بأنه غير مرحب بهم، فإن على كندا إطلاق رسالة واضحة مفادها أنها منفتحة على المواهب، وراغبة في اجتذابهم إلى تورونتو ومدن كندية أخرى. الصحيفة عرضت لتجارب حاول أصحابها أن يتصدوا لقرارات ترامب التنفيذية الخاصة بمنع اللاجئين والمهاجرين من 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. الأمر يتعلق بمنطقة الإعلام الرقمي التابعة لجامعة «ريرسون» الكندية، وهي جامعة حكومية مقرها تورونتو، تأسست عام 1948. وضمن هذا الإطار، قام عبدالله صنوبر، وهو مهاجر من الأردن، بمد يد العون لمن تضرروا من قرار ترامب التنفيذي، جاعلاً منطقة الإعلام الرقمي، بمثابة «بيت استشاري» لمساعدة الأشخاص المتضررين وكذلك مؤسسات الأعمال من قرار ترامب. عملية ذات بعد رمزي. لكنها تحمل رسالة إيجابية وتتحدى الانعطافة نحو الظلام، التي تشهدها الساحة الأميركية في ظل إدارة ترامب. وحسب الصحيفة، ليس صدفةً أن يعلو صوت المؤسسات المتخصصة في مجال التقنية سواء في كندا أو في الولايات المتحدة، ضد موقف ترامب الرافض للاجئين والمسلمين والأجانب بشكل عام. وحسب الصحيفة، فإن مسؤولين كباراً في «آبل» و«جوجل» و«نيتفليكس» و«أمزون» و«أوبر» يرفضون قرار ترامب التنفيذي. فالقطاع الصناعي يعتمد على جلب الكفاءات من شتى بقاع الأرض، وأي شيء يجعل الولايات المتحدة أقل جاذبية للمواهب، فإنه يهدد مستقبل أميركا. واقتبست الصحيفة مقولة «جوناثان نيلسون» المدير التنفيذي لشركة «هاكرز فاونديرز»، التي تضم 300 ألف عضو من المهندسين ورجال الأعمال، مفادها: (إن الناس يتوافدون على وادي السيلكون كي يبنون الحلم الأميركي، وهذا الوادي، يعد أحد آخر الأماكن التي لا يزال الحلم الأميركي يتجسد فيها من خلال العمل والإبداع، وما لم يتحقق ذلك، فإننا سنقتل مستقبل شركات التقنية خلال السنوات العشر المقبلة). وإذا ساد منطق ترامب الرافض للمهاجرين، فإن الحلم الأميركي سيتم ضربه في مقتل، حلم يأتي بموجبه إلى الولايات المتحدة موهوبون من كل مكان ويقدمون أقصى ما لديهم من إبداعات، وفي هكذا سيناريو ثمة فرصة لكندا وغيرها من الدول، فإذا لم ترحب الولايات المتحدة بالأجانب من بقية دول العالم، فهذا يعني جذبهم إلى تورنتو ووترلو وفانكوفر وغيرها من المدن. «ذي كوريا هيرالد» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «متظاهرون ضد نظام الدفاع الصاوخي». رأت «ذي كوريا هيرالد» أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عقدتا يوم الجمعة الماضي أولى المحادثات الدفاعية بعد تسلم ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة. المحادثات وحسب وزارة الدفاع الوطني الكورية الجنوبية، فإن المحادثات ركّزت على بطاريات صواريخ ضمن نظام دفاع أميركي مضاد للصواريخ، كانت سيؤول وافقت على نشره هذا العام، حسب توقيت متفق عليه سلفاً. اللافت أن عشرات من المتظاهرين الرافضين لنشر هذا النظام الدفاعي وكثيرون من المعادين للولايات المتحدة تجمهروا أمام البوابة الرئيسية لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية التي استضافت المحادثات، وهؤلاء ينددون بواشنطن- كونها من وجهة نظرهم- تشكل تهديداً للسلام في شبه الجزيرة الكورية، وفي الوقت نفسه لا تطلب من الديكتاتور الكوري الشمالي «كيم أون» التخلي عن طموحاته الذرية والبالستية. وحسب الصحيفة، شارك في التظاهرات نشطاء ينتمون لقرابة 1500 منظمة مدنية، لكن هؤلاء منضوون في الحركة المضادة للرئيسة الكورية الجنوبية، «بارك جوين» التي أقالها برلمان بلادها يوم 9 ديسمبر الماضي. والمشاركون نددوا بنشر نظام الدفاع الصاروخي، واعتبروه يأتي على عكس إرادة 10 ملايين كوري جنوبي تظاهروا ضد الرئيسة الكورية. التظاهرات أيضاً نددت بتدشين قاعدة عسكرية أميركية في منطقة «بيونجتيك» وأفصح المتظاهرون عن رفضهم بناء قاعدة بحرية بجزيرة «جيجو» الكورية الجنوبية. الصحيفة استغربت الربط بين التنديد بالرئيسة «باراك» والنظام الأميركي للدفاع الصاروخي، معتبرة أن بعض النشطاء حاولوا استغلال التظاهرات التي كانت بالأساس موجهة ضد الرئيسة الكورية الجنوبية وفضيحة الفساد التي طالت صديقتها المقربة، وليس النظام الصاروخي الأميركي، وإذا كان عدد كبير من الكوريين الجنوبيين قد تظاهروا ضد «بارك»، فهذا لا يعني أن غالبية الكوريين ضد نشر نظام الدفاع الصاروخي. واستدلت الصحيفة على استنتاجها باستطلاع رأي، أجراه «المعهد الآسيوي للدراسات السياسية»، وتم نشره في أغسطس الماضي، وتضمنت نتائجه أن 53.6? من الكوريين الجنوبيين يؤيدون نظام الدفاع الصاروخي مقابل 36.3 في المئة يعارضونه. وترى الصحيفة أن أهم مبرر للإقدام على خطوة نشر النظام الدفاعي، تتمثل في التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية، وهذا هو السبب الأول الذي رجحه 70?من المستطلعة آراؤهم، في حين علل 42? من رافضي هذه الخطوة موقفهم بعدم الثقة في الحكومة الكورية الجنوبية، فيما رأي 20? من رافضي نشر نظام الدفاع الصاروخي، أن الخوف من تدهور العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية هو السبب الرئيسي لموقفهم. «ذي تشينا ديلي» في مقاله المنشور بـ«ذي تشينا ديلي» الصينية أمس، وتحت عنوان «سياسات ترامب تقسّم الأميركيين وتشتت حلفاءهم»، استنتج «شين دينجلي» عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة «فيودان» أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب منذ أن أدى اليمين الدستورية، وهو يحاول تطبيق ما أطلقه من وعود، خلال حملته الانتخابية. بدايةً أمر بانسحاب بلاده من اتفاقية «الشراكة عبر الهادي»، وأصدر أوامر تنفيذية بحظر دخول مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، ووقّع على قرار يقضي ببناء جدار حدودي مع المكسيك، وفي حوار هاتفي مع رئيس وزراء أستراليا، سَخر ترامب من اتفاق بشأن اللاجئين كانت أستراليا أبرمته مع الولايات المتحدة إبان فترة حكم إدارة أوباما، وأنهى المكالمة بشمل مفاجئ. وحسب الكاتب، فإنه إذا كان ترامب قد وعد بواقع جديد خلال المائة يوم الأولى من حكمه، فإنه تسبب في وقوع خسائر جراء سياساته التي انتهجها خلال الأيام العشرة الأولى له داخل البيت الأبيض، لدرجة أنه هدد التوازن القائم بين السُلطات في الولايات المتحدة ما قد يلحق الضرر بالديمقراطية الأميركية. فأوامره الخاصة بحظر دخول المهاجرين واللاجئين من 7 دولة أثارت استياء الأميركيين، حيث تظاهر بعضهم ضده ووصف السيناتور «تشارلز شومار» زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ قرار ترامب بأنه «غير أميركي»، وقدمت ولايتا واشنطن وسان فرانسيسكو طعوناً قانونية ضد هذا القرار، وقدم ما يزيد على 900 دبلوماسي أميركي مذكرة احتجاج حذروا فيه ترامب من الضرر الذي قد يطال بلادهم من وراء قرار الحظر، الذي نددت به أيضاً الأمم المتحدة، والذي جعل أوباما- على خلال المعهود - من رئيس سابق، أن ينتقد الرئيس الأميركي الحالي مدافعاً عما يعتبره من صلب القيم الأميركية. إعداد: طه حسيب