عُرِفت دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها بلد الخير والعطاء، وصاحبة الأيدي الممدودة بالخير دائماً إلى الجميع، وهذا هو النهج الذي غرس بذوره المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه، وسار على النهج نفسه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله، وقد أسهم هذا النهج على مدار أكثر من أربعة عقود من الزمن في اعتلاء دولة الإمارات موقعاً ريادياً على خريطة المبادرات الإنسانية في العالم. وفي بادرة جديدة تُضاف إلى سجل الإمارات المشرِّف في مجال العمل الإنساني والخيري، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله، أعلنت هيئة «الهلال الأحمر» الإماراتية تكفُّلها بعلاج عدد كبير من الجرحى اليمنيين، ممَّن تأثروا جراء الحرب اليمنية، في إطار مبادرتها لعلاج 1500 جريح يمني، تزامناً مع مبادرة «عام 2017 عام للخير»، التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، وتعليمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي -رعاه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- في هذا الشأن. ويأتي هذا في إطار جهود دولة الإمارات لتحسين الظروف الإنسانية والصحية للأشقاء اليمنيين في ظل الأزمة التي يشهدها اليمن. وفي السياق نفسه، أعلنت إدارة «المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان» النتائج السنوية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في مرحلتها الثالثة، التي نُفِّذَت خلال عام 2016 في 66 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا، وإقليم المناطق القبَلية فتح، وإقليم بلوشستان، وإقليم السند، في جمهورية باكستان الإسلامية. وحسب النتائج، فقد نجحت الحملة، في مرحلتها الثالثة، في إعطاء 71 مليوناً و597 ألفاً و908 جرعات تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لـ10 ملايين و673 ألفاً و875 طفلاً باكستانياً. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- قد قدَّم في عام 2013 مبلغ 440 مليون درهم (120 مليون دولار) مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018، مع التركيز على باكستان وأفغانستان. وقد قدَّمت «حملة الإمارات للتطعيم»، على مدى السنوات الثلاث الماضية، 158 مليوناً و180 ألفاً و840 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال إلى الأطفال الباكستانيين الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وينطوي الدور الخيري الذي تقوم به دولة الإمارات، والمبادرات الإنسانية التي تطلقها، على دلائل مهمَّة عدَّة، لعل من أبرزها، أولاً، أن دعم الإمارات للشعوب العربية هو جزء من التزامها الثابت والأصيل لدعم القضايا العربية على المستويات كافة، والوقوف دائماً مع الأشقاء العرب في مواجهة مختلف الأزمات. ثانياً، أن الدور الإنساني الرائد الذي تضطلع به الإمارات لا يكتفي بتقديم المساعدات المادية والإغاثية اللازمة للمناطق التي تواجه أزمات فقط، وإنما يحاول تخفيف العبء المعنوي والنفسي عن الشعوب التي تعيش تلك الأزمات. ثالثاً، أن جهود الإمارات لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والفقر والأزمات والكوارث إنما تأتي إيماناً منها بحقِّ كل إنسان في أن يحيا حياة كريمة توفِّر له أساسيات العيش. وأخيراً، فإن الجهود الإماراتية تشتمل كذلك على ترسيخ ثقافة العطاء والعمل الخيري الإنساني في الدولة، فضلاً عن تعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية في مجال العمل الإنساني في صوره كافة. وقد جاءت تلك المبادرات لتؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشك أن دولتنا الغالية باتت، من خلال جهودها الدؤوب، منارة مضيئة في العمل الإنساني الدولي، ورمزاً للعطاء اللا محدود، حيث لا تدِّخر الإمارات جهداً في التحرك الإنساني تجاه أي منطقة تحتاج إلى المساعدة، بصرف النظر عن الاعتبارات الجغرافية أو الدين أو العرق، وقد جاء إطلاق عام 2017 عاماً للخير ليؤسِّس لمرحلة جديدة من المبادرات الإماراتية الإنسانية التي سيشهدها العالم أجمع. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية