إذا كانت حرب الفلبين على المخدرات لا تنجح، فهذا بسبب فساد «المشاغبين» من قوات الشرطة. أو هذا على الأقل ما قاله رئيس الفلبين «رودريجو دوتيرته». يذكر أن ما يزيد على سبعة آلاف شخص قد قتلوا على يد الشرطة والجماعات الثأرية منذ أن بدأ الرئيس «دوتيرته» حربه على تجارة المخدرات في جميع أنحاء البلاد في شهر يونيو من عام 2016. ولشهور، كان الزعيم الفلبيني يرفض الانتقادات اللاذعة الموجهة إليه من جماعات حقوق الإنسان والزعماء الدوليين، الذين اتهموه بتعزيز الاقتصاص غير القانوني ومنح رجال الشرطة السلطة للقتل والاعتقال على هواهم. والآن، يبدو أن الرئيس الفلبيني يتراجع عن موقفه، بعد مقتل رجل أعمال من كوريا الجنوبية على يد ضباط الشرطة الفلبينيين الشرسين في أكتوبر من العام الماضي، ما أعطى حصانة إلى منتقديه ودفعه إلى أزمة دبلوماسية محرجة مع حكومة كوريا الجنوبية. فماذا كان رده؟ لقد قرر بدء حربا على رجال الشرطة المنحرفين. «أنتم يا رجال الشرطة الأكثر فساداً. أنتم فاسدون حتى النخاع. الفساد يسرى فى دمكم»، بحسب ما صرح الرئيس «دوتيرته» خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الأحد الماضي، فيما يبدو أنه تراجع عن دعمه الراسخ للشرطة الفلبينية. وأضاف مساء يوم الأحد «طهروا أنفسكم وراجعوا القضايا. اعطوني قائمة تتضمن أسماء المشاغبين». ولكن سواء كانت حيلة أم لا، فقد أعلن مدير الشرطة «ديلا روزا» يوم الاثنين إنه بصدد حل وحدات مكافحة المخدرات ليقوم بدلاً من ذلك بالتصدي للفساد. وأكد قائلا خلال تصريحات للصحافة «سنقوم بتطهير صفوفنا... وربما بعد ذلك، يمكننا استئناف حربنا على المخدرات». وحذر رجال الشرطة الفاسدين قائلا «حذار، لم يعد أمامنا حرب على المخدرات، إننا الآن نحارب المشاغبين». وعلى الرغم من أن «دوتيرته» قد تعهد في وقت سابق بالقضاء على مشكلة تجارة المخدرات في البلاد بحلول شهر مارس، قال يوم الاثنين الماضي إنه سيواصل هجومه على تجارة المخدرات حتى اليوم الأخير من رئاسته في عام 2022، وذلك بعد القضاء على فساد الشرطة، بالطبع. روبيي جرامر: محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»