في آخر مرة تصدّر فيها «ميخائيل جورباتشوف» عناوين الصحف الأميركية، بدا الديكتاتور السوفييتي السابق متفائلاً، عندما تحدث عن «المرشح» دونالد ترامب، لـ«أسوشيتد برس» قائلاً: «خبرته السياسية قليلة، لكن ذلك قد يكون جيداً». وقال عن خليفته الرئيس فلاديمير بوتين: «إنه شخص قوي». واعتبر «جورباتشوف»، البالغ من العمر 85 عاماً أن الثنائي بوتين وترامب يمكنهما قيادة العالم إلى السلام. لكن منذ ذلك الحين، دعا بوتين وترامب إلى تعزيز ترسانة الأسلحة النووية في بلديهما، والآن يعود «جورباتشوف» إلى الصحافة محذراً من حرب عالمية محتملة. وكتب في مقال صحفي: «إن العالم اليوم منهك بالمشكلات، ويبدو أن صنّاع السياسات مرتبكون ومشوشون». وعدّد بعض المشكلات منها «عسكرة السياسة وسباقات التسلح الجديدة»، وقاد العالم المتنمرون ووسائل الإعلام التي تُسوّغ لهم أفعالهم، لافتاً إلى أن الدبابات والأسلحة في أوروبا، موجهة بعضها قرب بعض، كما لو أن العالم يتأهب للحرب. ويتجلى التشاؤم في نبرته منذ تصريحاته السابقة في ديسمبر، مثلما تفكك الاتحاد السوفييتي من تحت أقدامه قبل خمسة وعشرين عاماً. ولا تزال نصيحة «جورباتشوف» للعالم كما كانت من قبل إلى حد كبير. وأيّاً كان السبب الذي ألهمه، يُذكر لـ«جورباتشوف» أنه هو من خفف من قبضة الإمبراطورية الاستبدادية، وجعل الاتحاد السوفييتي أكثر انفتاحاً وليبرالية، بينما قلص مخزوناته النووية. والآن، بينما يرى دلالات السلام تغيب عن العالم، يدعو الكرملين والقاطن الجديد في البيت الأبيض إلى توحيد القوى مرة أخرى ومنع العالم من الانزلاق إلى الحرب. وحضّ الزعيم السوفييتي السابق رئيسي الدولتين، اللتين تمتلكان أكثر من 90 في المئة من الترسانات النووية في العالم، على الدفع بقرار في الأمم المتحدة يدين الحرب النووية، لكن لا يبدو أن ترامب أو بوتين يرغبان في نصيحته. وكتب ترامب في تغريدة في 22 ديسمبر الماضي، خلال أسبوع الذكرى السنوية لاستقالة «جورباتشوف»، «على الولايات المتحدة أن تعزز وتوسع قدراتها النووية»، وفي اليوم ذاته أثنى بوتين على العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا، وانضم إلى ترامب في الدعوة إلى ترسانة أقوى بمزيد من القنابل النووية! آفي سيلك: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»