«بعض الناس يقولون إن الفاشية تزحف إلى سلوفاكيا. إنها لا تزحف إليها، بل هي موجودة». هكذا قال «روبرت فيكو»، رئيس وزراء سلوفاكيا خلال الذكرى الـ72 لقيام النازية بإحراق قريتي «كلاك» و«أوستري جرون» في سلوفاكيا، وقتل 148 مواطناً حرقاً. في عام 2013، انتخبت المنطقة «ماريان كوتليبا» من حزب «الشعب» اليميني المتطرف في سلوفاكيا كحاكم إقليمي لها. وفي شهر مارس الماضي، أصبح الحزب هو الحزب الخامس الأكثر شعبية في البلاد، وحصل على 14 مقعداً في البرلمان السلوفاكي من خلال شجب أقلية «الروما» والمهاجرين، ومناشدة هؤلاء الذين يشعرون أنهم مهملون اقتصادياً على الرغم من أن حجم الاقتصاد قد تضاعف منذ أن انضمت سلوفاكيا للاتحاد الأوروبي عام 2004. وقال فيكو «لا تعتبروا ذلك عتاباً. إنني لا أفهم كيف تمكن الرجل والحزب الذين يعترفون علانية بالفاشية من الحصول على مثل هذا التأييد في الانتخابات العامة في القرى حيث كانت عمليات القتل والفظائع التي ارتكبتها الفاشية واضحة». ثم دعا الشعب السلوفاكي إلى دحر الفاشية في الانتخابات العامة التي ستجرى هذا الخريف. نعم، إنه خطاب قوي، بالتأكيد. ولكن هل ينبع من مبادئ أو سياسة؟ «فيكو» هو زعيم الحزب «الديمقراطي الاشتراكي» (يسار وسط)، والذي يعد أكبر حزب في البرلمان، ومع ذلك، فقد خسر مقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بينما استطاعت ثاني وثالث ورابع وخامس أكبر أحزاب تحقيق مكاسب. ومن الممكن أن يكون خطاب «فيكو» هو محاولة لوقف النزيف قبل الانتخابات الإقليمية، بقدر ما هو حرب على الفاشية. و«فيكو»، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2012 (وقبلها ولاية أخرى انتهت عام 2010) «لم يسبق له إطلاقاً أن انتقد هؤلاء الفاشيين الذين يتحدث عنهم الآن علانية»، بحسب ما ذكر «ستانيسلاف ماتيجكا»، من مؤسسة «جلوبسيك» البحثية ومقرها براتيسلافا. والأكثر من ذلك، ربما لم يساهم «فيكو» في مناخ يشجع على التعاطف مع اليمين المتطرف. وفي شهر مايو الماضي، ذكر في مقابلة أن «الإسلام لا مكان له في سلوفاكيا. والمشكلة ليست في قدوم المهاجرين، بل بالأحرى في قيامهم بتغيير ملامح الدولة». يوجد قرابة ألفي مسلم في سلوفاكيا، من بين عدد السكان البالغ عددهم 5 ملايين نسمة. ايميلي تامكين* *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»