العمل مع ترامب.. وحقائق بوتين «البديلة» «فاينانشيال تايمز» اعتبر الكاتب «ديفيد جاردنر» في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أمس أن الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» يواجه «حقائق بديلة» يرسيها نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن تحركات «الكرملين» في سوريا تمثل مساعي للتكافؤ مع الولايات المتحدة كقوة عظمى. وأوضح أنه بعد ستة أعوام من الحرب في سوريا، جمعت روسيا وتركيا الحكومة والمعارضة السورية معاً في كازاخستان، وجهاً لوجه للمرة الأولى، في غرفة واحدة، منوّهاً إلى أنه حتى وإن كانت محادثات «أستانا» لن تجلب السلام إلى سوريا على الأرجح، فإنها ستعزز الانحيازات، تاركةً الولايات المتحدة خارج الصورة الإقليمية من الشام إلى ليبيا. وأضاف «جاردنر»: «على النقيض من المحادثات السابقة في جنيف، التي عقدتها الولايات المتحدة وروسيا تحت رعاية الأمم المتحدة، حضر هذه المرة مقاتلو المعارضة على مائدة المفاوضات بدلاً من (معارضة الفنادق خمس نجوم)، الذين فشلوا في تدشين معارضة متماسكة وحكومة بديلة». وحسب الكاتب، يتفق الجميع على أن «أستانا» هي جسر لاستئناف المحادثات في جنيف الشهر المقبل، ومن الممكن تجاوزها بسهولة، لكن على أي حال تمثل المفاوضات جهوداً دبلوماسية يديرها من كل جوانبها «الكرملين»، بينما يتحدث الرئيس ترامب وفريقه عما يصفونه بـ«الحقائق البديلة». ويرى أن «الكرملين» بقيادة بوتين يعكف مع أصدقائه على إرساء حقائق جديدة في أنحاء الشرق الأوسط، ويتجه إلى بدء فصل «ما بعد أوباما» في سوريا وفق شروطه، ومواجهة الإدارة الأميركية الجديدة بواقع انتصار نظام الأسد في حلب، والذي غيّر المعادلة الاستراتيجية في سوريا. وذكر «جاردنر»، أن تركيا أرادت مباركة روسيا للمضي قدماً في هدفها الحقيقي وهو وقف المقاتلين الأكراد السوريين المتحالفين مع الولايات المتحدة ضد «داعش» من التقدم غرب نهر الفرات لضم الأراضي الغربية والشرقية التي يسيطرون عليها، لافتاً إلى أن أنقرة التي تدعم «الحقائق البديلة» لتبرير تحولها بشأن سوريا، لم تعد تسعى إلى الإطاحة بالأسد. وفي ضوء ذلك، يؤكد «جاردنر» أن على ترامب أن يتخذ قرارات بشأن هذه الحقائق الجديدة، وربما يرغب في الميل تجاه بوتين، للتحالف ضد «داعش»، ويأمل في أن تتمكن موسكو من «تحجيم» إيران، لكن ذلك ستكون له تكاليف فادحة، حسب الكاتب، ليس أقلها أوروبا و«الناتو». «ديلي تليجراف» دعت صحيفة «ديلي تليجراف» في افتتاحيتها، رئيسة الوزراء البريطانية إلى إيجاد «طريقة للتعامل» مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرةً إلى أنه من بين الأمور الأولى التي قررها الرئيس الأميركي الجديد، كان إعادة التمثال النصفي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق «ونستون تشرشل» إلى المكتب البيضاوي، وهذا وإن كان مجرد رمز، فإنه بالنسبة إلى المراقبين البريطانيين على الأقل، يبعث على الأمل. واعتبرت الصحيفة أن ترامب الآن «أقوى رجل في العالم»، وعلى المملكة المتحدة أن تتعاون معه، قائلة: «إذا مدّ يد الصداقة، فمن الحماقة أن لا نقبلها». ولفتت إلى أن باراك أوباما وجه السياسات الخارجية الأميركية بعيداً عن أوروبا لصالح آسيا وأميركا اللاتينية، ووجه اللوم إلى حلفائه الأوروبيين في ما يتعلق بالفوضى في ليبيا، بينما لامت وزيرة خارجيته بريطانيا على تأخير التحرك في سوريا. وأضافت: «عندما أربكت بريطانيا أوباما بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، اعتبر نفسه مقرباً لبرلين أكثر من لندن، وكان ذلك أمراً يدعو للأسف». وأوضحت الصحيفة أن «العلاقة الخاصة» بين واشنطن ولندن ليست سرمدية، لكنها مهمة ويجب أن تكون قوة للخير، في ضوء تقاسم البلدين خيارات محورية وقيماً مشتركاً والتزاماً تاريخياً تجاه الرأسمالية الديمقراطية، فضلاً عن كونهما شريكين تجاريين. لكنها لفتت إلى وجود تشكك تجاه التزام ترامب بتلك الفلسفة، إذ يؤكد أن «أميركا أولاً»، وقد هدد دولاً أخرى بفرض تعريفة على الواردات منها. «الإندبندنت» زعمت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس الأول أن حكومة رئيسة الوزراء «تريزا ماي» ليست لديها أي استراتيجية لاستبدال عضوية بريطانيا في السوق الموحد، مشيرة إلى أن الحقيقة المركزية الوحيدة بشأن الاستراتيجية الصناعية البريطانية أنه لا توجد استراتيجية يمكنها تعويض خسارة الوصول إلى السوق الأوروبي المشترك. وأوضحت أن قدرة الشركات البريطانية على العمل في هذا السوق الضخم عززت إنتاجيتها وجذبت الاستثمارات من الداخل والخارج، ومكنت الشركات والأسر من الاستفادة من المنافسة العادلة. وأوضحت أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكن مقارنة سوقها بالسوق الأوروبي، لكن إلى الآن لا توجد أي ترتيبات، والأمل هو أن يحدث تقارب بين «ماي» وترامب يساعد على التوصل إلى هذه الترتيبات. «الجارديان» وصفت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي أول تحول ديمقراطي في «جامبيا» بفضل ضغوط خارجية قوية بأنه دلالة مشجعة للمنطقة بأسرها. وأوضحت أنه طوال الأسبوع الماضي كانت غامبيا على شفا الانزلاق نحو العنف، بعد أن اضطر الرئيس المنتخب «أداما بارو» لحلف اليمين في سفارة بلاده لدى السنغال، بدلاً من العودة إلى الدولة التي اختارته رئيساً لها، وأعلن الرئيس المنتهية ولايته «يحيى جامي» حالة الطوارئ، وهو ما دفع كثيراً من مواطني غامبيا والسياح إلى الفرار. لكنها حذرت من أنه بعد أن غادر «جامي» البلاد إثر تحذير الاتحاد الأفريقي من أنه لن يعترف به، وقيادة تكتل «إيكواس» في غرب أفريقيا جهوداً للإطاحة به، عقب جهود وساطة، فإن طريق غامبيا قد لا يبدو مفروشاً بالورود، إذ إن «بارو» ليست لديه خبرة في الحكم. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الجديد تعهد بتعزيز حقوق الإنسان وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتأييد حرية الصحافة، لكن قدرته على التشبث بالسلطة وتشكيل حكومة انتقالية مستقرة ستكون موضع اختبار! إعداد: وائل بدران