في عالم مضطرب بالصراعات، أضحت الإمارات العربية المتحدة واحة غنّاء بإنجازاتها التي نعتز بها، ففي هذه البقعة من الكرة الأرضيّة يعيش الناس من كافة أرجاء المعمورة، ولو سألتهم عن الأسباب لرأيت الأمن والأمان على رأسها، إضافة إلى جودة الحياة، التي جعلت السعادة عادة حتى تناسى بعض الناس أهمية هذه النعمة في حياتنا. لم تكن معجزة الإمارات لتتحقق لولا القيادة الفذة التي منّ الله تعالى بها على هذه الدولة ابتداءً من الآباء المؤسسين وصولاً إلى منظومة راقية من القيادة الفاعلة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لذلك استحقت هذه القيادة حصد أرقى الأوسمة لتميزها، كما غرد بذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:«الإمارات الثانية عالمياً في الثقة في الحكومة حسب مؤشر مؤسسة إدلمان العالمي، 6 سنوات وحكومتنا على رأس الترتيب. الثقة أعظم أصل من أصول أي حكومة». ولأن حكومة الإمارات تمتاز بالإيجابية السياسية تجاه القضايا الإنسانية العالمية لم تبخل هذه الدولة بإسهاماتها المتعددة لصناعة الحياة في مجتمعات عانت الأمرين، فقد جاوزت المساعدات الخارجية الإماراتية حاجز 32 مليار درهم، خلال عام 2015، لست هنا بصدد حصر ما تم إنجازه، بيد أن مثل هذا العطاء كان له رواد نعرف بعضهم ونجهل الكثير منهم، لكن يكفيهم شرفاً أن الله تعالى مُطلع عليهم، وكما أن لقواتنا المسلحة شهداء رسموا بدمائهم الزكية أجمل لوحة في التضحية من أجل تحقيق العدالة، وفرض الأمن والأمان في دول تجاوز فيها الظالم حدوده وسعى لطمس الحقائق بِظَلاَّم العدوان، استهلت الإمارات عام الخير بثلة من الشهداء الذين غدرت بهم رماح الخيانة، وزفت أرواحهم الطاهرة لخالقها سبحانه، شاهدة على أن الإمارات حكومة وشعباً كانت وما زالت محبة للخير غير ضانة به عن الغير، مبادرة لنشر السلام صانعة للحياة عبر قنوات العطاء التي يأتي التعليم والصحة على رأسها. الإمارات لن تزيدها التضحيات إلا إصرارا على المضي قدماً، وما أجملها من عبارات تلك التي واسى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أسر شهداء الخير عندما قال«فقدنا أبطالاً كانوا يؤدون دورهم الإنساني والخيري هم فخر الوطن وعزته، نسأل الله العلي القدير أن يُسكنهم فسيح جناته، ولن تثنينا الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تمارسها قوى الشر والظلام عن السير في طريق الخير والحق والعطاء»، وقد جسدت زيارات سموه لأسر الشهداء أجمل معاني التلاحم التي تميز الإمارات عن غيرها، فما زاده تواضعه إلا رفعة في قلوب شعبه. دولة الإمارات ماضية قدماً في مسار صناعة الحياة، وفِي المقابل هناك توجهات وأفكار احترفت صناعة الموت عبر قنوات تمتاز بالغدر والخيانة، هذا ما لمسناه من متابعة بعض الأقلام الآثمة التي تكذب وتكتب إشاعات عن الإمارات لنشر الفتنة فهم مرجفون في الأرض، يحرضون الناس عبر لعب دور الضحية لاستمالة العقول العفوية، يطمسون الحقائق ويقلبون الأمور كي يتحول الحق إلى باطل، وقد لا نستغرب مثل هذه الأمور من من لم يعرف الإمارات، لكن الغريب أن تصدر مثل هذه الإرجافات من أناس رضعوا خير هذا الوطن، لكنهم أثروا تقديس فكرهم المنحرف حتى أضحوا لاعبين عالمين في تحقيق أجندات الغدر والخيانة تجاه أوطانهم، ما أقساها من قلوب تلك التي عرفت الحق لكنها آثرت الاستكبار عليه، بيد أن تلك الأراجيف والإشاعات لن تجد لها في الإمارات غير آذان واعية وقلوب واعدة، تلاحمت مع قياداتها، وهتفت في وجه أعدائها، قائلة لهم: ألا موتوا بغيظكم ففي صناعة الحياة طمس لأفكاركم.