على مدار الأسبوع الأخير احتلَّت العاصمة أبوظبي تحديداً، ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، صدارة المشهد العالمي، فيما يتعلق بقضايا الطاقة النظيفة والمياه والمناخ، وجميع ما يتصل بالاستدامة بمفهومها الواسع، فتحت عنوان «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017» استضافت أبوظبي سلسلة من الفعَّاليات والمؤتمرات والمعارض الدولية الكبرى، شارك فيها شخصيات قيادية عالميَّة، من مسؤولين حكوميين، ومتخذي قرار، ومديري مؤسسات دولية كبرى، وأكاديميين وباحثين، ومتخصِّصين بشؤون الطاقة النظيفة والبيئة والغذاء والاستدامة حول العالم، وانصبَّت المناقشات والحوارات خلال تلك الفعَّاليات حول العلاقات الوثيقة بين قضايا التنمية من ناحية، وقضايا الطاقة والمياه والغذاء والتغير المناخي، واستراتيجيات إدارة النفايات وتعزيز التنمية الشاملة حول العالم، ومعالجة جميع المشكلات المرتبطة بها، من أجل إيجاد حلول جذرية لها، وإدراك تطلُّعات الشعوب وطموحاتها من ناحية أخرى. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استضافتها السنوية لـ«أسبوع أبوظبي للاستدامة»، أصبحت هي المنصَّة العالمية الأولى والأهم لمناقشة قضايا الاستدامة ومعالجتها، وهناك معطيات عدَّة تدلِّل على ذلك، أولها أن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» أصبح هو الحدث الأهم والأكثر تفضيلاً بالنسبة إلى المؤسسات الدولية، والمشاركين عموماً، لإطلاق المبادرات والخطط والحلول المبتكَرة في مجال الاستدامة العالمية. ثانيها يتعلق بتوقيت انعقاد «أسبوع أبوظبي للاستدامة» نفسه، فانعقاد هذا الحدث المهم في مطلع كل عام يجعل منه مناسبة لاستطلاع ما وصل إليه قطاع الطاقة المتجددة والبيئة والاستدامة في العالم خلال العام الماضي، واستشراف مستقبله، ورصد التحديات التي تهدِّده في العام الجديد، ومن ثم مناقشتها، وتبادل الخبرات المتعلقة بها، والاتفاق على الحلول والآليات والخطط اللازمة، التي سيتم العمل بها على مدار العام، للوصول إلى وضع تنموي عالمي أفضل وقادر على الاستدامة بشكل أكبر. أما بالنسبة إلى المعطى الثالث، فهو أن دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال ما بذلته من جهود حثيثة طوال السنوات الماضية، وما راكمته لنفسها من خبرات في التعامل مع قضايا الاستدامة بكل تفريعاتها وتفاصيلها، أصبحت واحدة من الدول القليلة في العالم ذات المكانة الرائدة في هذا المجال، وبات لها دور ملهِم للجهود العالمية الساعية إلى إدراك التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة، وتعميم الحلول المرتبطة بها، وحماية البيئة وصيانتها، وتنويع مصادر المياه، وتعزيز معدلات الأمن المائي العالمي، والنهوض بالواقع الغذائي العالمي. وبالنسبة إلى رابع المعطيات، فهو خاص بأن استضافة العاصمة أبوظبي لأسبوع الاستدامة تضيف إلى إنجازاتها في مجال الاستدامة والطاقة المتجدِّدة وقضايا التغيُّر المناخي والمياه والغذاء بنداً جديداً، إلى جانب ما حققته من إنجازات كبيرة في هذه المجالات خلال العقود والسنوات الماضية، والتي من بينها استضافتها المقرَّ الدائم لـ«الوكالة الدولية للطاقة المتجدِّدة» (إيرينا)، التي يضفي وجودها على أرض الإمارات في تلك المجالات زخماً وأهمية كبيرَين، بل يرسِّخ مكانتها بصفتها منصة لقيادة التحول العالمي إلى عصر طاقة المستقبل، ويضفي على هذه المكانة صفة الاستمرارية. وقد جاء «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017» ليضيف إلى هذه المكانة وذلك الدور المزيد من الزخم والأهمية، فقد شهد هذا الأسبوع إطلاق عدد من الفعَّاليات، منها إطلاق الإمارات لصندوق الطاقة المتجدِّدة في منطقة الكاريبي، كما أعلنت شركة «مصدر» الاستحواذ على 25% من أول محطة لطاقة الرياح البحرية العائمة في العالم، وهي محطة «هايوند أسكوتلاند» في بحر الشمال، كما وقَّعت مؤسسات وطنية إماراتية عدداً من الاتفاقيات والشراكات التي تسمح لها بتنفيذ مشروعات عالمية مبتكَرة في مجال الاستدامة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية