نوايا ترامب الأطلسية.. وتوزيع الثروات العالمية «إل باييس» صحيفة «إل باييس» الإسبانية توقفت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء عند ما اعتبرته مواقف مناوئة للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تجاه أوروبا، مشددةً على ضرورة أن تتصدى القارة لهذه التصريحات بكل حزم وتبعث برسالة واضحة مؤداها أنها لن تتوانى في الدفاع عن مصالحها. الصحيفة قالت إنه لا يكاد يمر يوم دون أن تصدر عن ترامب إشارة إلى أنه ينوي وضع العلاقات العابرة للأطلسي تحت المحك، مشيرةً في هذا الصدد إلى أنه وصف الاتحاد الأوروبي بالمشروع الفاشل، ودعا دولَه للحذو حذو بريطانيا والانسحاب منه. كما وصف حلف «الناتو» بأنه منظمة «عفا عليها الزمن» ولم يعد لوجودها معنى. ووفق الصحيفة، فإن هذه التصريحات تعكس غياباً مقلقاً وخطيراً للمعرفة من جانب ترامب بخصوص واقع أوروبا والفوائد التي جلبها الاتحاد الأوروبي من خلال خلق فضاء عابر للأطلسي مشترك ومفتوح ينعم بالرخاء والحرية والأمان. لكنها لفتت إلى أن المثير للقلق ليس محدودية معلومات ترامب فحسب، ولكن أيضاً إلقاؤه اللوم على الاتحاد الأوروبي، خصوصاً ألمانيا، وتحميله مسؤولية البريكسيت عبر «إغراق بريطانيا باللاجئين السوريين»! وهو ما تشدد الصحيفة على أنه منافٍ للحقيقة. ذلك أنه منذ بدء الأزمة السورية، لم تُبدِ لندن تضامناً كبيراً في مسألة تقاسم عبء استقبال اللاجئين ورفضت الانخراط في مبادئ الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد. كما انتقد ترامب سياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن اللاجئين وهدّد بفرض تعرفات جمركية تتراوح ما بين 30 و35? على سيارات «بي إم دبليو» في حال مضت الشركة قدماً في اعتزامها الاستثمار في المكسيك. باختصار، إن الأفق بالنسبة إلى أوروبا لا يبدو مشرقاً، تقول الصحيفة. والأدهى من ذلك أن ترامب يقول إنه ينوي فرض شروط أصعب بخصوص التأشيرة على مواطني الاتحاد الأوروبي، وكل ذلك يشير إلى أجندة عابرة للأطلسي من المرجح أن تكون مليئة بالتوتر والخلافات. الصحيفة قالت إن أوباما كان يدرك أن أوروبا موحَّدة تخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل من قارة منقسمة. ولهذا، دعا الناخبين البريطانيين إلى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي والنضال من أجل تحسينه. لكن اليوم «لدينا رئيس في واشنطن يتعاطف مع المشككين في المشروع الأوروبي، ويريد تشجيع الانقسام، ويزيد من التوتر عبر الأطلسي». وشددت الصحيفة على أن أوروبا لم يعد بإمكانها تجاهل المؤشرات، أو الاكتفاء بتمنية النفس بأن لا يُترجَم هذا إلى واقع. وقالت إن على أوروبا أن تعبّر بصوت عالٍ وواضحٍ عن قلقها بشأن الكيفية التي ينظر بها ترامب إلى القارة والاتجاه الذي ينوي رسمه للعلاقات العابرة للأطلسي، وأن تبعث برسالة لإدارته بشأن مدى تصميمها على الذود عن مصالحها. «ذا هيندو» صحيفة «ذا هيندو» الهندية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس على خطاب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول مخططات حكومتها بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خطاب قالت الصحيفة إنه مثّل عدة أشياء في آن واحد: إعلان نوايا، وتحذيراً، وخطاباً تحفيزياً، وسعياً لإحداث التوازن. وفي هذا الإطار، قالت ماي إن بريطانيا اختارت «خروجاً صعباً» من الاتحاد الأوروبي. ذلك أنها ستنسحب من السوق المشتركة، ومع انسحابها ستستعيد سيطرتها على حدودها وقوانينها التي يوجد بعضها حالياً تحت إشراف محاكم العدل الأوروبية. فهذا ما اختاره الشعب، تقول ماي. لكن في الوقت نفسه، ستسعى بريطانيا للتفاوض حول اتفاق يمنحها إمكانية الوصول إلى السوق المشتركة دون أن تكون جزءاً منها. كما تحدثت ماي عن نوايا بلدها الحسنة تجاه القارة وعن تفاؤلها بشأن إمكانية التوصل لاتفاق جيد مع أوروبا، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها تؤثر أن لا يكون ثمة أي اتفاق على أن يكون ثمة اتفاق سيئ. «إن ماي التي كانت من أنصار البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، تحاول استخلاص أكبر فائدة ممكنة لبريطانيا، وهذا هو دورها وواجبها»، تقول الصحيفة، مشددةً على أن هذا هو السياق الذي ينبغي أن ينظر فيه إلى خطابها. لكنها أكدت في الآن نفسه ضرورة أن لا يكون لدى الحكومة البريطانية وأنصار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أي وهم وأن يكونوا على يقين بأن بعض الأهداف التي أشير إليها في الخطاب سيكون من الصعب تحقيقها. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن البرلمان الاسكتلندي جدّد تصميمه على أن يناقش مع حكومة لندن بقاء اسكتلندا في السوق المشترك، مضيفةً أن استفتاءً ثانياً حول استقلال اسكتلندا بات وارداً أكثر من أي وقت مضى. لتختم بالقول: لا أحد كان يقول بأن الأمر سيكون سهلا! «ذا جابان تايمز» صحيفة «ذا جابان تايمز» اليابانية خصّصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة «أوكسفام» الإنسانية حول الثروة العالمية، والذي حمل بين ثناياه أرقاماً صادمة حول تفشي التفاوت في الثروة عبر العالم. فوفق المنظمة، فإن ثمانية أشخاص في العالم يملكون من الثروة قدر ما يملكه نصف سكان العالم الفقراء، أي أن ثروة هؤلاء الأثرياء الثمانية تعادل ثروة الـ3.6 مليار نسمة الذين يشكّلون نصف فقراء العالم. ومن نماذج هذا التفاوت أنه خلال ربع قرن الماضي اكتسب الـ1? الأعلى في العالم مداخيل أكثر من تلك التي حقها الـ50? الأدنى مجتمعين. كما أن الشركات العشر الكبرى في العالم تملك مجتمعة عائدات أكبر من العائدات الحكومية لـ180 بلداً مجتمعة. وأشار التقرير إلى أن المدير التنفيذي لإحدى الشركات الـ100 المدرجة ضمن مؤشر «فوتسي» يتلقى راتباً سنوياً يعادل ما يتلقاه 10 آلاف شخص في مصانع النسيج في بنغلاديش. مثل هذه الأرقام صادمة وينبغي أن تكون كذلك، تقول الصحيفة، والتي تضيف أن الأبحاث تشير إلى أن مستويات متزايدة من التفاوت تلحق أضراراً بالغة بالمجتمعات. ذلك أنها تزيد من الجريمة، وتولّد انعدام الأمن، وتخفض الإنتاجية، وتُضعف التماسك والتلاحم الاجتماعيين اللذين يجمعان البِلدان ويسمحان لها بالاشتغال. ولمكافحة الفقر والتفاوت في الثروة، تدعو «أوكسفام» إلى اتخاذ حزمة من التدابير، تشمل إنهاء الملاذات الضريبية، ورفع الحد الأدنى للأجور قصد تمكين العائلات من العيش بكرامة، وإنهاء التمييز، وإنشاء شبكة أمان اجتماعي لكل المواطنين، والاستفادة من التعليم والرعاية الصحية. ولئن اعتبرت الصحيفة هذه الأمور أشبه بقائمة متمنيات بالنسبة إلى البلدان النامية، فإنها ترى أن العنصرين الأخيرين (التعليم والصحة) يسهمان إلى حد كبير في توفير أساس لفرص أفضل بالنسبة إلى فقراء العالم. إعداد: محمد وقيف