استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة العام الجديد 2017، بقدر كبير من التفاؤل والأمل والمعنويات العالية التي تعكس مستوى الثقة بما ينتظرها في المستقبل من إنجازات وبلوغ للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وهي نفس العوامل التي مكنتها من تحقيق الإنجازات الكبرى في مختلف المجالات خلال السنوات الماضية، متسلحةً بالمزيد من الإرادة والتفاني في العمل تماشياً مع الخطط الطموحة التي رسمتها القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، كي تظل الإمارات دائماً في صدارة الترتيب العالمي، في مجالات الاقتصاد والخدمات الاجتماعية وغيرها. وبما أن المؤشر الأساسي على تحقيق الإنجازات يتحدد من خلال ما يتم إنجازه ميدانياً، فإن النتائج التي يعطيها قياس مستوى رضا وانطباعات المواطنين والمقيمين، تعكس أهميةَ ما تم تحقيقه، وقد حفزت تلك النتائج الإيجابية حكومة دولة الإمارات على المضي قدماً في مضاعفة ما تم تحقيقه. ولذا فإن المتتبع لسير عمل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص يلحظ بجلاء مستوى الحركية والإنتاجية التي أفرزت تلك النتائج الإيجابية، ومن هنا يمكن فهم السياق الذي استندت إليه كل المؤشرات المحلية والإقليمية والدولية التي وضعت دولة الإمارات في قائمة الصدارة في العديد من المستويات، ولعل مؤشر جودة الرعاية الصحية الصادر مؤخراً عن معهد ليجاتوم ضمن «تقرير مؤشر ليجاتوم للازدهار»، خير دليل على ذلك، حيث أظهر المؤشر تقدم دولة الإمارات من المرتبة 34 في عام 2015 إلى المرتبة 28 في عام 2016، من بين 149 دولة في العالم، ويستند هذا المؤشر في تصنيفه إلى جودة الرعاية الصحية للدول إلى نتائج الرعاية الصحية الأساسية، وتوفير وجودة البنية التحتية والرعاية الصحية الوقائية، ومستوى رضا الأشخاص عن الرعاية الصحية البدنية والذهنية. ومن جهة أخرى، تصدرت دولة الإمارات كل الدول العربية في مجال متوسط العمر الصحي المتوقع، وفقاً لتقرير إحصاءات الصحة العالمية، حيث ارتفعت نتيجة الدولة من 67 سنة في 2015 إلى 67.9 في 2016، وهو مستوى متقدم ضمن 194 دولة تم إخضاعها للتصنيف، ?كما ?حققت ?دولة ?الإمارات ?المرتبة ?التاسعة ?عالمياً ?في ?المؤشر ?الفرعي «?مستوى ?الرضا ?عن ?الرعاية ?الصحية» ?التي ?تتضمن ?جودة ?الخدمات ?الصحية، ?والحالة ?البدنية ?والنفسية ?للأفراد، ?وإتاحة ?مقومات ?الرفاه ?الصحي. كل هذه النتائج الإيجابية على المستوى الصحي، لم يكن لها أن تتحقق لولا وجود إرادة قوية مؤمنة بأهمية الفرد، حريصة على جعله المحور الأول لاهتمامها. لذلك ركزت رؤية الإمارات 2021 على اعتماد كل المستشفيات الحكومية والخاصة وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات وجودة وكفاية الكادر الطبي. إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تكتفي فقط بما تم إنجازه، وإنما تسعى إلى استلهام التجارب الناجحة في مجال الرعاية الصحية والتطور المستمر في مجال العلوم الطبية في العالم، وهو ما يفسر حرصها كذلك على احتضان أهم الفعاليات الطبية وإطلاق كل المبادرات التي من شأنها تحقيق المزيد من الأهداف في المجال الصحي، وبالطبع في غيرها من المجالات والقطاعات الأخرى. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية