انعقاد أعمال «منتدى الطاقة العالمي» في أبوظبي، يوم أمس واليوم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يؤكد أن دولة الإمارات العربيّة المتحدة استطاعت أن ترسّخ مكانتها الدولية في مجال الطاقة، ليس فقط لأن هذا المنتدى الذي ينظمه المجلس الأطلسي الأميركي -المؤسسة البحثية الأميركية ومقرها واشنطن- بالتعاون مع وزارة الطاقة وشركات بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«مبادلة» و«آيبيك» و«مصدر»، يقام للمرة الأولى في منطقة الخليج العربي، وإنما أيضاً لأنه يتناول عدداً من القضايا المتعلقة بتعزيز أسواق الطاقة العالمية، وتحفيز الجهود الرامية إلى ابتكار التقنيات الحديثة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، وهي القضايا التي توليها الإمارات أهمية متزايدة ضمن رؤيتها لهذا القطاع الحيوي وعلاقته بالتنمية الشاملة والمستدامة. وهذا ما أشار إليه معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، حيث قال: «إن الشراكة مع المجلس الأطلسي الأميركي في تنظيم منتدى الطاقة العالمي، تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة رائدة في قطاع الطاقة دولياً، وهي في الوقت نفسه تتسق مع الأهداف والخطط طويلة المدى التي أرستها قيادتنا الرشيدة، ونصت عليها محاور الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021». أما معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، فأكد أن قيام مركز أبحاث فكري متميز، كالمجلس الأطلسي، باختيار أبوظبي لإطلاق منتدى الطاقة العالمي، يؤكد المكانة الراسخة لدولة الإمارات في قطاع الطاقة، لاسيما أن هذا المنتدى سيحقق قيمة إضافية من خلال الجمع بين قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة والنووية للعمل معاً، بهدف الوصول إلى نتائج عملية تتسم بالاستدامة على المستويين الاقتصادي والبيئي. ولا شك في أن اختيار أبوظبي لانعقاد «منتدى الطاقة العالمي»، إنما يعبر عن تزايد الثقة الدولية بالجهود والمبادرات التي تقوم بها الإمارات، سواء في تعزيز أمن الطاقة العالمي، أو في تطوير سياسات الطاقة المتجددة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تتسم السياسة النفطية للدولة بدرجة عالية من التوازن والمرونة والاستجابة للمستجدات العالمية في أسواق الطاقة، الأمر الذي يعزز الثقة الدولية بتوجهاتها ومواقفها في هذا الشأن. كما أنها تمتلك استراتيجيات ورؤى طموحة لتطوير مصادر الطاقة المتجدّدة والعمل على نشرها باعتبارها طاقة المستقبل، وتعطي التعاون الدولي أهمية كبرى في هذا الشأن، وهذا يجعلها مركزاً إقليمياً ودولياً بارزاً في مجال الطاقة المتجدّدة والاهتمام بها. ولهذا تحظى توجهاتها بالتقدير والثقة من جانب العديد من دول العالم والمؤسسات المعنية بقضايا الطاقة، وجاءت أحدث الإشادات في هذا الشأن من جانب فريدريك كيمب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، الذي قال: «لطالما أثبتت أبوظبي مكانتها الريادية في مجال تطوير موارد الطاقة التقليدية والمتجددة، ولذا كان من الطبيعي أن يتم اختيارها لانعقاد أول نسخة ينظمها المجلس من المنتدى العالمي للطاقة في منطقة الخليج العربي». إن كفاءة تعامل الإمارات مع قضايا الطاقة المتجددة والنظيفة، وتوفيرها الإمكانات المادية والبشرية اللازمة من أجل إنجاح هذا التوجه، جعلها مركزاً إقليمياً ودولياً مهماً في هذا المجال، وهذا ما يتضح من استضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، ومشروعاتها الرائدة في هذا المجال، وأهمها مشروع مدينة «مصدر» التي تعد أول مدينة في العالم خالية من الكربون، ونجاحها في استضافة الفعاليات العالمية الكبرى في هذا المجال، وفي مقدمتها «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، التي تعد المنصة العالمية الأكبر والأهم والأبرز لمناقشة قضايا الطاقة المتجددة، لأنها تستقطب حضوراً عالمياً مميزاً يجمع بين المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين، إضافة إلى الخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة من كل دول العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية