يشكّل الشباب ثروة الوطن الحقيقية، فهم الاستثمار الأمثل للمستقبل، الذي يقود مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وهم ذخر الوطن وحصنه المنيع الذي يذود عنه في مواجهة أي تحديات. في هذا السياق، فإن مشهد مراكز التدريب في القوات المسلحة، وهي تستقبل مؤخراً شباب الوطن من منتسبي الدفعة السابعة من الخدمة الوطنية، والتي تشمل فئة الموظفين من الذكور، إضافة إلى خريجي الكليات والجامعات، يبعث على الفخر والاعتزاز بهؤلاء الشباب الذين يقدمون النموذج والقدوة كيف يكون الانتماء إلى هذا الوطن، والدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس. لقد أعرب المنتسبون وأولياء الأمور عن فخرهم وسعادتهم بانضمامهم إلى إخوانهم الذين سبقوهم في صفوف الخدمة الوطنية، مؤكدين أن ما يقومون به من أداء للواجب المقدس في سبيل وطنهم يُعد رداً للجميل للوطن وقيادته التي حرصت وسهرت على أمنه وأمانه، الأمر الذي يتطلب منهم ومن أقرانهم مضاعفة الجهود وشحذ الهمم وترسيخ الجهد والعطاء المستمر وتلبية ندائه وخدمته والحفاظ على سلامة أراضيه، وهذا يؤكد عمق الروح الوطنية التي تسري في شرايين هؤلاء الشباب، واستعدادهم بالتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفعة وطننا الغالي. هذا المشهد بما ينطوي عليه من ترسيخ لقيم الولاء والانتماء والفخر والاعتزاز بالوطن وقيادتنا الرشيدة يؤكد في الوقت ذاته أن الإنجازات الحضارية التي تحققت على مدى عقود بجهود جبارة وبفضل رؤى وسياسات وخطط طموحة، هي في أيدٍ أمينة، وأن أمانة المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، محفوظة بهمّة ووطنية هؤلاء الشباب الذين عاهدوا الوطن على مضاعفة الجهد وبذل كل غالٍ ونفيس كي تظل دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، واحة أمن واستقرار ورخاء وازدهار. وهذا ما أشار إليه بوضوح اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، بقوله: «إن ما شهده من فخر وحماس وعزة ليس إلا حصاداً لاهتمام قيادتنا الحكيمة بشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوافد أبنائهم للانضمام إلى صفوف الخدمة الوطنية يأتي نتيجة لإيمانهم بأبنائهم الذين يدعمون مسيرة التنمية والازدهار التي يُضرب بها المثل على المستوى العالمي». منذ دخول قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية حيز التنفيذ، رحبت الأسر الإماراتية به بشكل واضح، ولم تكتفِ بذلك وإنما شجعت أبناءها على الالتحاق بهذه الخدمة ودفعتهم إليها، وهذا يؤكد أن كل إماراتي يرى أن لوطنه حقاً في رقبته يجب أن يؤديه، سواء بنفسه أو من خلال أبنائه وأحفاده، وأن طابع الوفاء الذي تميز به الشعب الإماراتي منذ القدم قد تجلى بوضوح في التجاوب مع الخدمة الوطنية والاحتياطية. ولعل ما يبعث على الفخر أيضاً، أن هذا التجاوب لم يقتصر فقط على الذكور وإنما شمل أيضاً المواطنات اللاتي توافدن إلى مراكز التسجيل لنيل شرف الانضمام إلى صفوف الخدمة الوطنية، وتلبية هذا الواجب المقدس، من أجل نيل شرف المشاركة في حماية الوطن وصونه، وكي تظل رايته عالية خفاقة في ميادين الحق والواجب. ولا شك في أن انخراط أبناء الوطن في الخدمة الوطنية والاحتياطية، إضافة إلى أنه يدعم قوة الاحتياط لدى قواتنا المسلحة ويرفدها بدماء جديدة شابة، فإنه يزرع لدى هؤلاء الشباب قيماً إيجابية تساعدهم في حياتهم العملية وتخدم أهداف التنمية الشاملة، مثل الاعتماد على النفس والانضباط والالتزام والعمل تحت الضغط، كما أنه يحصّن الشباب في مواجهة مصادر الخطر التي تتهددهم وتستهدف هويتهم، فضلاً عن أنه يعمّق إحساسهم بالولاء والانتماء، لأن العلم الإماراتي هو الرمز الذي يلتف حوله هؤلاء جميعاً، وهو مصدر العزة والمنعة والتقدم لدولة الإمارات العربية المتحدة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية