الأنباء التي أشارت إلى أن السيناتور الجمهوري روب بورتمان في طريقه للانضمام إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لها أهمية كبيرة على المدى الطويل. وقد ذكر بورتمان -الذي حقق فوزاً ساحقاً في إعادة انتخابه في نوفمبر عن ولاية أوهايو- في بيان مكتوب: «لقد كنت صوتاً دائماً يدعم استعادة الدور القيادي الأميركي في العالم، وأنا ممتن لأن تسنح لي هذه الفرصة للعب دور أكبر في هذا المسعى. وبهذا الدور الجديد أتطلع إلى تمثيل مصالح سكان أوهايو في قضايا تمتد من عدوان روسيا المستمر في شرق أوروبا والوقوف إلى جانب صديقتنا وحليفتنا إسرائيل، إلى التطورات المثيرة للقلق في بحر الصين الجنوبي». ونحن نعتقد أن حديثه عن «عدوان روسيا المستمر في شرق أوروبا» لم يأت عفو الخاطر. وفيما يتعلق بهذه القضية وفي جلسة الاستماع لريكس تيلرسون، المرشح لمنصب وزير الخارجية، يستطيع بورتمان لعب دور حيوي. فهو سياسي مخضرم من الوسط الجمهوري، صاحب خبرة كبيرة في مجلسي الشيوخ والنواب والحكومة. ولن يرهبه البيت الأبيض أو هجمات أنصار ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي. وأمامه ست سنوات وسوف يستغل هذه الفترة لتكريس توجهاته المستقلة والصقورية. وفي رد على العقوبات المحدودة للغاية التي فرضها الرئيس باراك أوباما على روسيا لتدخلها في انتخاباتنا، أعلن بورتمان أن «مشكلة عمليات التأثير الروسي أكبر بكثير من مجرد القرصنة في الانتخابات، وهي تتطلب استراتيجية أميركية قوية وأكثر فعالية، الأمر الذي أطالب به منذ سنوات». وفي الشهر الماضي، كان بورتمان من بين 12 سيناتوراً أرسلوا خطاباً لترامب يتعلق بالدعم لأوكرانيا، جاء فيه: «بعد ثلاث سنوات تقريباً من ضم روسيا غير المشروع للقرم، والعدوان العسكري في شرق أوكرانيا، فإن انتهاكات إطلاق النار اليومية على امتداد الحدود تستخف باتفاق مينسك وتوضح أن هذا الصراع في قلب أوروبا أبعد ما يكون عن الانتهاء. وروسيا لم تسحب بعد أسلحتها الثقيلة، ومازالت تواصل جهودها التدميرية، ولم تتوقف عن حرب التضليل الإعلامي ضد أوكرانيا والغرب، ولا عن ضغوطها الاقتصادية والسياسية على الحكومة الأوكرانية». وجاء في الخطاب أيضاً: «ببساطة تامة، شنت روسيا حرب استيلاء على أراض أوكرانيا، وتصرفاتها في القرم وشرق أوكرانيا تعصف بالأعراف الأمنية والقانونية والدبلوماسية الراسخة التي أقامتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشق الأنفس على مدار عقود. ونحن نؤمن بأنه من مصلحتنا الأمنية القومية الحيوية أن ندعم هذه الأعراف وأن نمنع قيم أميركا والتزامها تجاه حلفائها من أن تصبح موضع شك». ودعا الخطابُ إلى أن تعزز الولايات المتحدةُ «دعمَها الاقتصادي والسياسي والعسكري لأوكرانيا». ثم قال: «وبالمثل نعتقد أن ضم روسيا غير المشروع للقرم يجب ألا يتم قبوله أبداً، ويجب ألا نرفع العقوبات المفروضة على روسيا، فإبقاء هذه العقوبات عبر الأطلسي يجب أن يظل أولوية». إن وجود بورتمان في اللجنة سيثلج صدور الصقور من الجمهوريين، ويخدم البلاد ويقدم دعماً لأعضاء جمهوريين من مجلس الشيوخ عبروا بالفعل عن قلقهم من سياسة ترامب تجاه روسيا. ويجب على تيلرسون توخي الحذر لأنه إذا حاول التفوه بدعاية ترامب المؤيدة لبوتين، وأصر على إنكار دور روسيا في القرصنة الإلكترونية وتسريب معلومات مهمة لإحراج هيلاري كلينتون، فسيواجه هجوماً ومعارضةً لتوليه المنصب. *كاتبة أميركية من المحافظين ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرغ نيوز سيرفس»