سيكون من الصعب أن تحول عينيك بعيداً عن الدراما التي تتكشف على الأرض في عام 2017. لكن ما الذي قد يعنيه ترامب للأميركيين في الفضاء؟ تقليدياً، تعد المراحل الانتقالية هي الوقت المناسب لتحديد أهداف جديدة. فعندما تولى الرئيس أوباما السلطة، ألغى برنامج وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف النجوم، والذي كان من شأنه إرسال رواد الفضاء إلى القمر، ووضع نصب عينيه على كوكب المريخ. كانت «ناسا» تعمل على إرسال بعثة بشرية إلى الكوكب الأحمر، مع التوقف لفترة وجيزة في كوكب صغير، رغم أنه من غير المرجح للوكالة أن تفي بالموعد النهائي الذي حددته بثلاثينيات القرن الـ21 في ظل المستويات الحالية من التمويل. وقد يمثل انتخاب ترامب محوراً للعودة إلى القمر، وهو الوجهة التي يفضلها الجمهوريون على مدار التاريخ. وخلال حملته، قدم ترامب تفاصيل قليلة حول رؤيته لـ«ناسا»، لكن قال إن الوكالة يجب أن تركز على استكشاف الفضاء العميق وأن تكون «ملهمة» في هذا الصدد. ومن شأن البعثة الجيدة إلى القمر أن تلبي تلك المعايير. وسيكون ذلك مشروعاً متناسباً مع حنين فريق ترامب لـ«عظمة» أميركا في الماضي. وإلى ذلك، فثمة اهتمام دولي ببناء قاعدة على سطح القمر، قد تكون محطة في الطريق إلى المريخ. وتعمل «ناسا» على إقامة إقلاع فضائي (إس إل إس)، وهو صاروخ ذو حمولة ثقيلة وطاقم كبسولة أوريون، أي مركبة فضائية تمكن إعادة تجهيزها للقيام بمهمة محتملة على القمر. إن تركيز الرئيس المنتخب على كبح جماح الموازنة، ربما يعني ألا تذهب «ناسا» إلى أي مكان خلال السنوات الأربع القادمة. فالإنفاق المخصص للوكالة يقع ضمن الإنفاق الذي يخطط ترامب لخفضه إلى مستويات تاريخية. حتى وإن ظلت معظم ميزانية ناسا سليمة، فإن هناك فرصة جيدة أن يتم خفض برامج مراقبة الأرض التي تقوم بها وكالة الفضاء، وهذه أخبار سيئة بالنسبة لعلماء المناخ، وعلماء الأرصاد الجوية وغيرهم ممن يعتمدون على بيانات من الأقمار الصناعية لناسا. سارة كابلان كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»