حرصاً منها على مد يد العون إلى العائزين والمحتاجين، والوقوف إلى جانب الإنسان في كل مكان على وجه المعمورة، وتنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص عام 2017 عاماً للخير في دولة الإمارات العربية المتحدة، أقدمت الدولة، ممثلة في عدد من الجهات المختصة خلال الأيام الأخيرة، على تبني عدد من المبادرات الهادفة إلى إغاثة الأشقاء السوريين، والوقوف إلى جانبهم من أجل أن تقيهم ويلات الحرب التي تعانيها بلادهم منذ سنوات، فقد قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخراً طروداً غذائيةً وملابس شتويةً إلى عدد من الأسر السورية اللاجئة، التي تقطن محافظة المفرق الأردنية، إلى جانب قيام الفريق الطبي الإماراتي في المستشفى الإماراتي الأردني الميداني بتقديم الفحوص والعلاجات اللازمة إلى الأسر اللاجئة في خيامها، ضمن حملة فحص طبي مجاني في المناطق النائية وإلى الأشخاص المحتاجين إلى العلاج؛ شملت فحص ضغط الدم والعيون والأذن وتقديم الدواء المناسب لكل حالة. وقد أعرب عبدالله المحرزي، مدير المخيم الإماراتي الأردني عن سعادته بهذا الحدث وقال: «نحن في الهلال الأحمر الإماراتي نقوم بزيارة الأسر المتعففة والمحتاجة في مواقعها، لنقدم إليها كل دعم ومساعدة، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار عام 2017 عام الخير، ارتأينا أن نزور عدداً من هذه الأسر اللاجئة المتعففة، ونقدم إليها ما نستطيع من علاج ومساعدات غذائية وملابس شتوية.. ولا أخفي سعادتي حين رأيت سعادتهم اليوم وشكرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة لما تقدمه، وهذا ليس غريباً عنها». وفي الإطار ذاته، أعلنت البعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى بيروت، عبر حسابها الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» بدء حملة لإغاثة اللاجئين السوريين في لبنان، تحت عنوان «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين شتاء 2017»، وكشفت البعثة أنه من المقرر أن تستهدف الحملة أكثر من 150 ألف مستفيد من الهبات المقدمة من عدة جهات إماراتية مانحة. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر دول العالم مساعدة للاجئين السوريين، كما أنها كانت من الدول الأولى في هذا الإطار أيضاً، إلى جانب أنها لم تقصر خدماتها ومساعداتها على اللاجئين السوريين داخل الدول العربية المستقبلة، بل إنها امتدت لتشمل دولاً أخرى تؤوي لاجئين سوريين خارج المنطقة العربية كاليونان، فقد قامت الإمارات، ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بإنشاء مخيم للاجئين السوريين في مدينة «لاريسا» اليونانية، التي تبعد عن العاصمة اليونانية أثينا 360 كيلومتراً، ويتكون من 331 وحدة سكنية، وعيادة طبية، وستة فصول دراسية، وعدد من المرافق الصحية والرياضية والترفيهية، وحدائق للأطفال، وملاعب لكرة القدم والكرة الطائرة. كما أنشأت الهيئة مخيماً آخر في منطقة «ريتسونا» القريبة من أثينا أيضاً، ويتكون من 159 وحدة سكنية، وثلاثة فصول دراسية، وحديقة أطفال، وملاعب رياضية، ويستوعب المخيمان أكثر من 2000 لاجئ سوري. ودأبت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على مدّ أياديها البيضاء إلى أشقائها وأصدقائها والوقوف إلى جانب الإنسان حول العالم في أزماته، دون تمييز، سواء للعرق وللجنس وللدين وللون، ولأي معيار آخر من معايير التمييز، وقد دأبت طوال السنوات الماضية على احتلال مراتب متقدمة عالمياً، ترتقي إلى المرتبة الأولى، في بعض السنوات، بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية والإنسانية حول العالم، وتعتبر مبادرة عام الخير امتداداً طبيعياً لهذا النهج الوطني الذي يقوم على نشر الخير والعطاء بلا حدود. ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبجوث الاستراتيجية.