تعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول ذات الاهتمام الكبير بقضايا البيئة والتغير المناخي، من منطلق وعيها التام بأن حماية البيئة وصونها، والإسهام في الجهود العالمية في مكافحة ظاهرة التغير المناخي، هي من صميم متطلبات وشروط التنمية الشاملة والمستدامة، التي هي الغاية الرئيسية التي تسعى إليها الدولة وتسخر لها جميع إمكاناتها، الطبيعية والاقتصادية والبشرية أيضاً، ومن أجل ذلك تحرص الدولة دوماً على تبنّي المبادرات وتطبيق الإجراءات التي من شأنها حماية البيئة وتحسين إسهام الدولة في جهود مكافحة التغير المناخي. وفي هذا الإطار، فقد احتفلت وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤخراً، بـ«يوم الحياة الفطرية الخليجي الثاني»، وذلك تحت شعار «معاً للحفاظ على الحياة الفطرية»، والذي يهدف إلى ترسيخ مبدأ التعاون في المحافظة على الحياة الفطرية واستدامتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويعد هذا اليوم الذي يوافق الثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام، مناسبة للاحتفال بالحياة الفطرية في مختلف دول المجلس، حيث تهدف الجهات المختصة في المجلس عبر هذه الفعالية إلى رفع مستوى الوعي البيئي بشأن استدامة الحياة الفطرية وتنميتها. وتعدّ تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الحفاظ على البيئة تجربة ملهمة، ليس على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فقط، ولكن على مستوى المنطقة والعالم أيضاً، فقد وضعت لنفسها رؤية ذات طموحات كبيرة في هذا الإطار، وانطلقت في تنفيذها منذ عقود طويلة، تمتد منذ قيام دولة الاتحاد، على يد الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن حماية البيئة وصونها، والتغلب على التحديات التي تواجهها هو من صميم العمل التنموي على أرض هذا الوطن، واهتم كثيراً بصون أشكال الحياة الطبيعية والفطرية كافة في الدولة، واتخذ خطوات عدة في هذا الاتجاه. ومازالت دولة الإمارات العربية المتحدة تسير على النهج نفسه، في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي حرص على تضمين العديد من الأهداف ذات الوجه البيئي ضمن أجندة العمل الوطني لمرحلة التمكين التي يقودها، وتعدّ الإمارات واحدة من الدول القليلة في المنطقة والعالم التي يمكنها أن تفخر بما أنجزته في هذا الاتجاه. وفي هذا الإطار أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن «دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بوزارة التغير المناخي والبيئة والسلطات المحلية المختصة ذات العلاقة، تقوم بدور بارز في مجال المحافظة على الحياة الفطرية واستدامتها، حيث تتمتع الإمارات بتنوع بيولوجي غني يضم مجموعة من النظم الإيكولوجية والمواطن الطبيعية البرية والمائية». وأشار إلى أن الحكومة تعمل جاهدة على استدامة التنوع البيولوجي المحلي عبر حزمة من التشريعات والاستراتيجيات المتكاملة، والتي وضعت على أساسها العديد من المبادرات الرامية إلى تحقيق الأهداف الوطنية لاستراتيجية التنوع البيولوجي 2021. وقال معاليه: «من أهم المبادرات التي تعكس استراتيجيات الدولة برنامج استدامة الحياة الفطرية الذي يمثل إحدى مبادرات مختبر الإبداع الحكومي التي جاءت استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ تهدف المبادرة إلى حماية الحياة الفطرية في الدولة عبر حزمة متكاملة من السياسات والإجراءات والأبحاث والمبادرات المتعلقة بحماية الأنواع المحلية وتنظيم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية وتحديد الأنواع الغازية وآليات السيطرة والحد من انتشارها ومنع استيرادها وإحكام الرقابة على قطاع تجارة الأنواع الحيوانية والنباتية بالدولة بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية والقوانين البيئية». إن الخطوات التي تتبعها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال البيئة والتغير المناخي تتماشى بشكل متماثل تماماً مع طموحاتها التنموية، التي تراعي وتستوفي شروط التوازن والدقة والكفاءة والفاعلية، وهي المعطيات التي لا ريب في أنها تمكّنها من تحقيق أهدافها المنشودة من دون مشكلات أو انتكاسات. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية