طرح ديفيد أكسيلرود الصحفي «الديمقراطي» سؤالاً على الرئيس أوباما في مقابلة إذاعية في الأيام القليلة الماضية يتعلق بالضعف الذي يخفيه السياسيون. وذكر «أكسيلرود» أن «معظم السياسيين لديهم نوع ما من الجروح... هناك شيء ما حدث في طفولتهم، وهم يريدون حقاً تعويضه باستحسان الجمهور وتأكيد الذات الذي يحققه لهم نجاحهم في الانتخابات». السؤال الذي طرحه «أكسيلرود» على الرئيس كان سؤالاً كبيراً لطالما راودني بشأن أوباما «أين النقيصة؟ أين الجوع الذي لا يشبع والفراغ الهائل الذي لا يمتلئ ويحرك شخصاً ما إلى الجنون اليومي لخوض السباق على الرئاسة الأميركية؟ هل تحدى أوباما حقاً ما يرى حتى الأصدقاء المقربين والمستشارين بأنه دور مهيمن لشخصية سياسية- شخصية ليست على النقيض من رجل مثل ريتشارد نيكسون فحسب بل على النقيض من بيل كلينتون أيضاً؟ أم أن أوباما عبقري بشكل خاص في تمويه نقائصه؟» وحتى هذا يتطلب درجة من الوعي بالذات وتقويمها لا يستطيع إجادتها إلا قلة من السياسيين على المستوى القومي. وزعم أوباما في المقابلة أن بوسعه الفوز بولاية ثالثة رغم أنه لم يقل هذا نصاً. وتصريح الرئيس يكاد يكون زهواً صريحاً. فبعد انتصارين تاريخيين وبعد أن أوشك على ترك المنصب وهو مازال يتمتع بمعدلات تأييد شعبية واسعة، ربما أظهر أوباما القليل من الجراح التي وصفها «أكسيلرود». واسترسل «أكسيلرود» قائلاً إن ما قصده حينها إنه لم يكن يعتقد أن أوباما «لديه هذه الحاجة للتعويض التي لدى كثير من السياسيين الذين يخوضون السباق على الرئاسة». وتعجب «أكسيلرود» من افتقار أوباما لهذه الحاجة للتعويض رغم أن والد أوباما تخلى عنه وهو في الثانية من العمر، وأن أمه رغم أنها كانت تحبه لكنه ابتعد عنها لفترات طويلة من الوقت. ومضى «أكسيلرود» يقول «لو أن المرء فحص هذه الحقائق لقال إن هذا الشخص سيكون لديه حاجات كثيرة حقا لتعويضها». لكن أوباما أجاب بنقاط قليلة أولها أن شخصيته اتخذت وقتاً طويلاً لتتطور لأنه حقق النجاح متأخراً نسبياً في حياته وثانياً أنه شعر بأن أمه كانت تحبه بلا شرط رغم غيابه الطويل عنها، وثالثاً حقق زواجه من ميشيل الاستقرار له. فرانسيس ويلكنسون* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»