يقوم «المجلس الوطني الاتحادي» بدور مهم على مستوى تقوية التعاون الثنائي بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول العالم الأخرى، وتعزيزه، كما يبذل جهوداً مشهودة من أجل تعزيز ثقافة السلام التي أصبحت عنواناً لدولة الإمارات في الداخل والخارج. وقد كان للنجاح الذي حققته «القمة العالمية لرئيسات البرلمانات»، التي نظَّمها «المجلس الوطني الاتحادي» بالتعاون مع «الاتحاد البرلماني الدولي» وديوان ولي عهد أبوظبي، يومي 12 و13 ديسمبر الجاري تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل» صدى دولي واسع، حيث صدر عن القمة، التي بحثت أساليب التعامل مع التحديات التي تواجه العالم من أجل استشراف مستقبل أفضل للبشرية جمعاء «إعلان أبوظبي»، الذي تضمَّن توصيات وقرارات مهمَّة سعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون في صدارة الملتزمين، بل المنفِّذين لها. وانطلاقاً من هذا كله، فقد وقعت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، مذكرات تفاهم وتعاون مع رئيسات برلمانات جمهوريات الإكوادور وتركمانستان وصربيا وفيجي الجابون وبيرو، ورئيسة اتحاد برلمانات الأنديز، لأهميتها في تفعيل علاقات التعاون في القطاعات كافة، خاصة في المجالات البرلمانية بين دولة الإمارات وهذه الدول. وتضمَّنت مذكرات التفاهم هذه الكثير من المحاور التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي والتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تتمحور حول تعزيز الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الإنسان، وبذل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتأكيد احترام المواثيق الدولية، وفي مقدِّمتها ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي الإنساني، إضافة إلى احترام المبادئ الأساسية للتعاون الدولي، ولاسيَّما تلك التي تتعلق بمبادئ السيادة الوطنية، وعدم استخدام القوة في حلِّ المنازعات الدولية، كما نصَّت الاتفاقيات على التعاون في مجالات التنمية المستدامة، واستشراف المستقبل، والابتكار، وتبادل الخبرات المعرفية والدبلوماسية. ويأتي توقيع هذه الحزمة من الاتفاقيات المهمَّة مع عدد من برلمانات العالم تأكيداً لنهج إماراتي ثابت منذ نشأة الاتحاد قبل 45 عاماً، على يد المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه-، وسارت عليه من بعده القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله-. وهو نهج ثابت وقائم على مبادئ لا تتغيَّر بتغيُّر الزمان أو المكان، أو المصالح، أو التحالفات. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تبذل جهوداً جبارة وعلى مختلف المستويات من أجل تعزيز التعاون الدولي وفقاً لقواعد القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، تحرص على أن تكون دائماً في المقدِّمة عندما يتعلق الأمر بالخطوات العملية لتحقيق ذلك، وهي تعمل على كل المستويات الحكومية والشعبية والبرلمانية من أجل تعزيز التعاون بين دول العالم بما يخدم الأمن والاستقرار الدوليَّين، ويخفِّف من حدَّة النزاعات القائمة، ويحمي حقوق الإنسان في العالم، ويحقق التنمية المستدامة لكل شعوب المعمورة. وهذا ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يُحتَذى به في التعاون الثنائي، وكذلك الدولي والأممي، وأكسبها ثقة دولية جعلتها محطَّ أنظار الكثير من دول العالم وشعوبها وبرلماناتها وحكوماتها، وسط الفوضى التي تضرب المنطقة. ولا شكَّ أن كل هذا ما كان ليتحقق لولا حكمة قيادتنا الرشيدة، التي تحرص دائماً وأبداً على ممارسة سياسة متوازنة، وتنطلق في التعاملات الخارجية من مبادئ راسخة وقيم ثابتة، وتتبع نهجاً سلمياً يقوم على رفض استخدام القوة في حلِّ المنازعات الدولية أو تحقيق المصالح الوطنية. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية