في الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة إبهار المعمورة شرقاً وغرباً بعظيم إنجازاتها الريادية وغير المسبوقة في الكثير من المجالات، بما يواكب تطلُّعات الدولة إلى تحقيق «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى تتويجها واحدةً من أفضل دول العالم بحلول الذكرى الخمسين لتأسيسها، فإن التنمية البشرية كانت، ولا تزال، جوهر مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة، بصفتها جزءاً لا يتجزأ من عقيدة إماراتية خالصة، خطَّها بكل حب وعطاء الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قوامها أن الإنسان الإماراتي هو أغلى ثروات الوطن، وأن رخاءه وسعادته هما أقدس غايات ملحمة الاتحاد. وبالفعل، وفي ظل حرص قيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على استكمال هذا النهج السديد، وجعْلِه نواة مرحلة التمكين التي يقودها سموه، بات المواطن الإماراتي محطَّ الأنظار والتقدير في مختلف المحافل الإقليمية والعالمية، لما يحققه من إنجازات متفوِّقة ومبتكَرة في سائر المجالات والميادين، إلى جانب كونه بات مصدراً للإلهام يغبطه نظراؤه في الكثير من دول العالم على بيئة الرخاء والسعادة والإيجابية الاستثنائية وفقاً لأرقى المعايير العالمية، التي تحرص قيادة الدولة على إحاطته بها. وضمن هذا الإطار، وتجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق تقارير مؤشرات الأجندة الوطنية، جاء إعلان حكومة الإمارات، مؤخراً، نتائج مؤشرات المجتمع التي ترصد ما حققته الدولة، والخطوات التي قطعتها للوصول إلى مستهدَفَات الأجندة الوطنية و«رؤية الإمارات 2021»، الهادفة إلى رفع معدلات السعادة، وتعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي والاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء والولاء إلى الوطن وقيادته، ومضاعفة الإنجازات الرياضية، والذي أظهر فيما يتعلق بالسعادة، ووفقاً لـ«مؤشر السعادة العالمي»، وهو مؤشر سنوي تصدره «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، ويعتمد على استطلاع رأي يقوم «معهد جالوب» بإجرائه في 157 دولة، ويستند إلى تقييم الفرد لمستوى المعيشة والرضا عن الحياة، ويشمل المواطنين والمقيمين العرب والأجانب في كلِّ إمارات الدولة.. تبوُّؤ دولة الإمارات المرتبة الثامنة والعشرين في عام 2016 متصدِّرة الدول العربية كافة، حيث أظهرت النتائج ارتفاع مؤشر السعادة لدى المواطنين خلال العام الجاري مقارنة بعام 2015 من 6.9 نقطة إلى 7.06 نقطة (من إجمالي 10 نقاط)، وهي النتيجة المقابلة للمرتبة الخامسة عشرة عالمياً. ولا شكَّ في أن هذه النتيجة المتقدمة تعكس مدى إصرار القيادة الرشيدة لدولتنا الحبيبة على تنصيب الإمارات عاصمة عالمية للسعادة، وتتويج شعبها في صدارة مؤشر السعادة عالمياً، بعد أن تصدَّره عربياً وإقليمياً، ليصبح أسعد شعوب المعمورة بلا منازع، وذلك انطلاقاً من إدراك القيادة الحكيمة أهمية ترسيخ السعادة والإيجابية كأسلوب حياة يوميٍّ في المجتمع الإماراتي، نظراً إلى ما يمثله ذلك من ثروة مستدامة قادرة على دفع المسيرة التنموية إلى الأمام، وتسريع وتيرتها بما يصبُّ في مصلحة الوطن والمواطن. وقد بذلت دولة الإمارات جهوداً مشهودة، وخطت خطوات واسعة على طريق تكريس نهج السعادة والإيجابية كأولوية استراتيجية لا حياد عنها، مقدِّمة تجربة ريادية على مستوى العالم في هذا المضمار، وذلك بانفرادها بتخصيص وزارة للسعادة، مهمَّتها مواءمة كل التشريعات والقوانين والقرارات مع معايير السعادة، فضلاً عن إطلاق الدولة البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية. كما تحرص الدولة كل الحرص على ترسيخ قيم السعادة والإيجابية والتفاؤل بالغد المشرق في الأجيال الإماراتية المتعاقبة، بما يعود بالنفع والخير على حاضر الدولة ومستقبلها. وفي هذا السياق، وعند استبانة آراء المواطنين حول تقييمهم للحياة بعد خمس سنوات بلغ متوسط نتائج إجاباتهم 8.3 نقطة (من 10 نقاط)، لتكون بذلك من أعلى النتائج عالمياً، ولتدل على أن الإماراتيين متفائلون بالمستقبل، وهو الأمر الذي يصب في تعزيز الصورة المضيئة للإمارات وشعبها كأيقونة قلَّ نظيرها للسعادة والتفاؤل. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية