في وقت تواصل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، المضي قدماً بكل خطوات ثابتة نحو تحقيق خططها الطموحة وتطلعاتها المستقبلية الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وضمان استدامة المسيرة التنموية الشاملة والمذهلة التي تشهدها الدولة في القطاعات كافة، وذلك بما يتقاطع وأهداف «رؤية الإمارات 2021»، الساعية لتتويجها كواحدة من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، تواصل الدولة إطلاق المشروعات الجديدة والمبادرات المبتكرة في مختلف القطاعات، بما يسهم في ترسيخ المشهد الاقتصادي المزدهر الذي تشهده الدولة منذ عقود، وتعزيز صورتها المشرقة كمركز مالي عالمي للاستثمار والأعمال والتجارة، ووجهة مفضلة للعيش والعمل والسياحة لدى الملايين من سكان المعمورة. ولا شكّ في أن أحد أبرز عوامل نجاح هذا النموذج الإماراتي التنموي الحضاري المتميز، هو البيئة الاستثنائية التي تقدمها دولة الإمارات لمواطنيها ومقيميها وزوارها كواحة للأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي يشار إليها بالبنان، وكتجربة مضيئة قلّ نظيرها في المعمورة، وخصوصاً في وقتنا الحساس الراهن الذي تفرضه التحديات المتزايدة في المنطقة والعالم، وذلك بما تزخر به من القيم النبيلة والمظاهر العظيمة للتسامح والتعايش واحترام الآخر، والتنوع الثقافي في مجتمع يحتضن أبناء أكثر من مائتي جنسية ينعمون جميعاً بالعدالة والمساواة والعيش الكريم والسعادة. وهو نموذج بات مصدراً لإلهام العديد من الدول والشعوب والأفراد الذين يرون في الإمارات المكان الأفضل للعيش والعمل والسياحة، ونموذجاً لم يتحقق من فراغ، بل نتيجة منطقية لعقود من السياسات الحكيمة والخطط العملية والجهود الحثيثة استجابةً للرؤى النهضوية الرائدة التي أرسى قواعدها الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، وتواصلها اليوم قيادتنا الرشيدة بما تمتلكه من قدرة فذة على استشراف المستقبل وصناعته، بما من شأنه ضمان استدامة مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة. ولا دليل أبلغ على ما بات يحظى به هذا النموذج الإماراتي الفريد من تقدير وإعجاب على مختلف المستويات، من الإنجازات الباهرة التي تواصل الدولة تسجيلها وفق العديد من المؤشرات والشهادات الإقليمية والدولية كأحد أبرز مراكز جذب رواد الأعمال والاستثمارات والسياح والباحثين عن فرص أفضل للعيش والعمل. وضمن هذا الإطار، جاء تصدّر أبوظبي ودبي للوجهات الأكثر شعبية في الشرق الأوسط لدى المسافرين اليابانيين، نظراً إلى مستويات الأمن والأمان التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث توقعت وكالة السفر اليابانية «جي تي بي» في إطار تناولها لموسم السياحة الشتوي، وأكثر الوجهات شعبية في الشرق الوسط وشمال أفريقيا مؤخراً، تصدر أبوظبي ودبي تلتهما مصر بارتفاع بنسبة 10% في عدد المسافرين، فيما حلت العاصمة التايلاندية بانكوك في المركز الأول على الصعيد العالمي كمقصد أكثر شعبية لليابانيين تلتها سيؤول وهونولولو. تزايد جاذبية الإمارات لدى السياح اليابانيين الذين يعد إنفاقهم الأعلى دولياً، والذين تعتبر بلدهم من أكبر البلدان المصدرة للسياح في العالم، هو إنجاز سياحي آخر يضاف إلى سجل الإمارات المتفوق في قطاع السياحة كدولة ذات مكانة مهمة ومرموقة على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية، دأبت خلال السنوات الماضية على تبوء مراتب متقدمة ضمن الوجهات السياحية المميزة عالمياً، لملايين السياح من جميع دول ومناطق المعمورة. ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة بغية تطوير قطاعها السياحي وتعزيز صناعة السياحة في ربوعها عبر ما تضخه من استثمارات ضخمة في هذا القطاع، مكنتها من تعزيز بناها التحتية المتطورة، والتحول إلى مقصد سياحي يزخر بأرقى الفنادق والمنتجعات والمتاحف ومراكز التسوق، فضلاً عن تنوع الأوجه السياحية التي يشملها هذا القطاع كسياحة المؤتمرات والفعاليات، والسياحة العلاجية، والسياحة التعليمية، والسياحة الطبيعية وسياحة التسوق والترفيه وسواها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية