يتعهد موظفو وكالة الاستخبارات بأنهم لبقية حياتهم سيقدمون كتاباتهم إلى الوكالة مقدماً قبل نشرها للتأكد من أنه لن يتم الكشف دون قصد عن معلومات تعد سرية. ونحن نؤيد ذلك تماماً. بيد أننا ندفع ثمناً أبعد كثيراً من روح اتفاقنا. فكل منا كتب كتاباً واقعياً ظل متورطاً في روتين وكالة الاستخبارات لمدة 11 شهراً (بالنسبة إلى جون نيكسون) و14 شهراً وأكثر (بالنسبة إلى ندى نيكسون). وقد اعتبرت المحاكم أن هذا العقد الموقع هو عقد قابل للنفاذ مدى الحياة، شريطة أن تقتصر المراجعة على حذف المعلومات السرية وأن يتم الرد على المؤلف في خلال 30 يوماً من تاريخ التقديم. (والتقيد بفترة 30 يوماً سبق أن حددها قرار محكمة عام 1972 في قضية الولايات المتحدة ضد مارشيتي). إن مؤلفات مثل كتبنا يمكن أن تساعد على تعزيز مناخ المساءلة الذي يعد عنصراً ضرورياً في أي ديمقراطية. بيد أن نظام المراجعة معطل. وجميع خريجي الوكالة الذين يكتبون روايات وقصصاً قصيرة يقال لهم أن ينتظروا مرور عام أو أكثر قبل أن يتم الرد عليهم. وهذا لم يحدث معنا فقط، ففي عام 2014 أصيب «ليون بانيتا»، المدير السابق لوكالة الاستخبارات ووزير الدفاع، بالإحباط الشديد بسبب عملية المراجعة المفرطة في الحماس لدرجة أنه أرسل مذكراته إلى الناشر قبل الحصول على التصريح. أما «روبرت باير»، ضباط سابق بوكالة الاستخبارات ومساهم في شبكة (سي إن إن)، فقد كان يفكر في الترشح لعضوية الكونجرس وقال له مجلس مراجعة المطبوعات بالوكالة مباشرة إنه يجب مراجعة جميع بياناته أثناء الحملة، ما جعل ترشحه شبه مستحيل. وقد ذكر لنا «مايكل هايدن»، وهو جنرال متقاعد سبق أن شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات ووكالة الأمن القومي: «من المهم لمجتمع الاستخبارات الأميركي أن يقدم معلومات دقيقة حول ما يقوم به. وليس هناك وسيلة للقيام بذلك أفضل من السماح للمتخصصين بالتحدث بطريقتهم». وباختصار، إذا كانت الوكالة بحاجة إلى إسناد مزيد من المصادر إلى مجلس مراجعة المنشورات، فإنها يجب أن تفعل ذلك. فهي تدين بذلك للشعب الأميركي وللضباط الذين يريدون فرصة عادلة لرواية قصصهم». وعندما يتم الرد على الكتاب، يكون المطلوب في أغلب الأحيان تعديلات مثيرة للسخرية. وبعد انتظار طويل، يكون أحد المخضرمين في وكالة الاستخبارات مضطراً إلى إجراء تعديلات كبيرة. هؤلاء الذين يقدمون مادة للحصول على تصريح ليسوا بشكل عام وشاة ولا مشجعين. إنهم ببساطة يقدمون خبرتهم للمساهمة في السجل التاريخي ولمساعدة الجمهور على فهم قضايا الأمن القومي المهمة. وبدون أصواتهم، يجب أن يعتمد القراء على روايات كُتاب يفتقرون إلى المعرفة التي تقدمها فترة العمل في الاستخبارات. (وأيضاً، فقد شعرت ندى بحاجتها إلى الكتابة عن الأمن القومي من وجهة نظر امرأة). لماذا تم وقف عملية المراجعة؟ إننا نعتقد أن ذلك بسبب أن عملية تناول هذه المواد لا تحظى بأولوية وأن الموارد المخصصة لها ضئيلة للغاية. لكننا أيضاً نشك في أن هناك ردود فعل مبالغاً فيها بالنسبة إلى أحداث مثل كارثة إدوارد سنودن. والحلول ليست صعبة. وهي تتضمن الاستفادة من تكنولوجيا جديدة للمساعدة على مراجعة مقالات قصيرة أو تقديم تحليل وجيز للوثائق الطويلة، إلى جانب تخصيص تمويل أكبر للعاملين في مجلس المراجعة. وهناك حاجة أيضاً إلى وجود معايير شاملة ومرنة من مدير الاستخبارات الوطنية، واتفاقات بسيطة بين الوكالات والتي تحد من الوقت الذي تستغرقه كل وكالة للرد، بالإضافة إلى معايير واقعية بشأن ما يجب تصنيفه على أنه سري أو ضار. من خلال التأخير الذي لا داعي له لكتب مثل تلك التي قمنا بتأليفها، تفقد وكالة الاستخبارات المركزية فرصة لتثقيف الشعب وصناع السياسة على حد سواء بشأن قدراتها كما أن دافعي الضرائب الأميركية الذين يمولون مجتمع الاستخبارات يفقدون الفرصة لمعرفة ما الذي تفعله حكومتهم (وما لا تفعله) لحمايتهم من التهديدات الخارجية. ندى باكوس وجون نيكسون محللان سابقان بوكالة الاستخبارات المركزية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»