يزداد الغضب «التقدمي» أمام قادة الحزب «الديموقراطي» الذين ينأون بأنفسهم عن الأحداث. فعلى الرغم من مواجهة عقبات سياسية تاريخية على مدار الأعوام الستة الماضية، ليس ثمة مراجعات ذاتية في الحزب الذي بدا على شفا تحقيق أغلبية دائمة قبل ثمانية أعوام فقط. وأعقب فوز باراك أوباما الساحق في عام 2008، أسوأ إدارة لأي حزب في البيت الأبيض منذ أن أطاح الرئيس الديموقراطي الأسبق «فرانكلين روزفيلت» بـ«هربرت هووفر» مرشح الحزب «الجمهوري»، إذ إنه بعد انتخابات عام 1928، سيطر الحزب «الجمهوري» على مجلس النواب بـ270 مقعداً، وحظي بـ56 مقعداً في مجلس الشيوخ، وبعد أربعة أعوام أخرى، دمر «روزفيلت» تلك الأغلبية، ولم يتبق لـ«الجمهوريين» سوى 36 مقعداً فقط في مجلس الشيوخ، و117 في «النواب». وتبدو «الآفاق الديموقراطية» أفضل في عصر أوباما من تلك التي واجهتها المعارضة «الجمهورية» في ظل «روزفيلت»، غير أنه في ظل خريطة «مجلس الشيوخ» في 2018، تصب الظروف بشكل كبير في صالح «الجمهوريين»، لا سيما أن «الديموقراطيين» غير راغبين في النظر بواقعية إلى مأساتهم المحزنة، ومن الممكن أن يجد حزب «روزفيلت» الديموقراطي نفسه في وضع يرثى له! ويبقى السؤال كيف يجنب «الديموقراطيون» أنفسهم منح الرئيس ترامب أغلبية لا تُهزم في الكونجرس؟ لعل عليهم أولاً الاعتراف أمام أنفسهم بمدى سوء ما آلت إليه الأوضاع. ولا يزال المقربون من هيلاري كلينتون يعزون خسارتهم إلى «جيمس كومي»، وفلاديمير بوتين، وأوباما، و«فوكس نيوز»، و«المجمع الانتخابي»، وسلسلة عريضة من العوامل الأخرى. وفي حين أن جلّ ذلك لعب دوراً في خسارتها، إلا أن تفسير انهيار الحزب في أنحاء الدولة يبدو أصعب، والحقيقة أن «الديموقراطيين» خسروا تأييد الطبقة المتوسطة الأميركية. ومنذ أن فاز أوباما في عام 2008، مني «الديموقراطيون» بهزائم متوالية، فخسروا 68 مقعداً في مجلس النواب، و12 في «الشيوخ»، وحكم 10 ولايات. وليست هذه أكثر البيانات إزعاجاً، حيث خسر مسؤولون «ديموقراطيون» على المستوى المحلي أكثر من 1000 منصب منتخب بين 2008 و2012. وتبدو هذه التراجعات مؤلمة عند النظر إلى سياسيين بلغوا من العمر عتيّاً ينافسون لتولي قيادة الحزب إلى المستقبل! جو سكاربورو محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»