اعترضت وزارة الطاقة الأميركية على طلب من فريق دونالد ترامب الانتقالي بتقديم كل أسماء موظفي الوزارة أو المتعاقدين الذين حضروا محادثات الأمم المتحدة لتغير المناخ العالمي في السنوات الخمس الماضية. وأعلن إيبن بيرنهام-سنايدر المتحدث باسم الوزارة لرويترز: «نسعى لاحترام النزاهة المهنية والعلمية واستقلال موظفينا في المعامل وفي كل الوزارة... سنقدم كل المعلومات المتاحة للنشر إلى الفريق الانتقالي. لن نقدم أسماء أي أفراد إلى الفريق الانتقالي». ولا أعلم إلى متى تستطيع الوزارة الامتناع عن تقدم الأسماء إلى فريق ترامب بصورة قانونية. ما أعرفه هو أنهم يجب ألا يذعنوا لطلب فريق ترامب ما لم يلزمهم قانون بهذا. وطلب فريق ترامب تفوح منه رائحة اضطهاد بعض الناس بسبب احتمال اعتناقهم وجهات نظر بشأن تغير المناخ لا تروق رئيسنا المنتخب أو بعض أفراد فريقه. وهذه ليست طريقة ملائمة لإدارة منظمة أو دولة. ترى ما عدد الناس الذين روعتهم أفعال ترامب وروعهم بالمثل تحرك سلطات الحكومة المرعب تجاه انتهاك حقوق حرية التعبير؟ وما عدد الناس الذين شعروا بالقلق من التأثير المحتمل لهذه السوابق في روح البحث الحر والمفتوح؟ إننا لهذا نتبنى مبدأ واسعاً للغاية ومحايداً وهو عدم مطاردة أي شخص بسبب ما يعتقده سواء كانت هذه الأفكار صحيحة أم خاطئة، وسواء كان من يعتنقها موظفاً حكومياً أم شركة، أو كان من يعتنقها داخل السلطة أم خارجها. وعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، مثل كثير من القضايا شديدة الجدلية في بلادنا، يتزايد شغف الناس بمنح أنفسهم تراخيص للتخلي عن هذه الأعراف. صحيح أنهم يؤيدون بصفة عامة حرية التعبير والبحث المفتوح. لكنهم يرون أن هذه القضية أهم من أن يسمحوا للناس الذين يختلفون معهم ببث معلوماتهم المضللة بشكل مروع. وهذا هو التخلف بعينه، لأن الأفكار غير المهمة، أو التي لا أحد يختلف فيها لا تتطلب الحماية من تدخل الحكومة. فربما أعتقد أن هناك في مكان ما حول نجم بعيد يوجد كوكب من حلوى المارشيملو، فلن يحاول أحد معارضتي ما لم أرفض إفساح المجال للآخرين كي يتحدثوا أثناء دعوة على العشاء. وقد أدافع عن قضية عدم قتل النفس بمنتهى الحماس والقوة ولفترة طويلة، لكن لن يعترض أحد عليّ لأن الجميع يتفقون معي. وحدها الأفكار التي لا تحظى بشيوع وغير اللطيفة والجدلية بشكل خطير هي التي تتعرض لنيران مسؤولي الحكومة وهذه هي الآراء التي يتعين علينا أن نبني حولها حصوناً قوية. وهذه الحصون تحمي أفكارنا حين يأتي الطرف الآخر بمدافعه لدكها. إذن علينا الوقوف إلى جانب وزارة الطاقة في حمايتها للموظفين المدنيين الذين لا يروق عملهم الإدارة الجديدة. وحين يأتي وقت تحاول فيه حكومة في المستقبل كتم أصوات منكري تغير المناخ يتعين علينا الوقوف إلى جانب هؤلاء المنكرين أيضاً لأنها مسألة مبدأ وليست مسألة سياسية. ميجان مكآردل* *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»