لا تتوقف الإشادات الدولية بنهج الإمارات الإنساني، سواء لما تقوم به من أدوار نبيلة أو بما تطرحه من مبادرات تستهدف التضامن مع الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات والكوارث الإنسانية، فضلاً عن جهودها المستمرة على مدار العام من أجل تخفيف معاناة ملايين البشر حول العالم من الفقر والتشرد واللجوء والعوز. وجاءت أحدث الشهادات في هذا الشأن على لسان توبي هارورد مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأبوظبي، في تصريحات خاصة لصحيفة «الاتحاد» مؤخراً، حيث أكد «أنه يجب على العالم السير على نهج الإمارات في العمل الإنساني كما يجب أن يحمل العالم رسالة الحب والسلام كما تحملها الإمارات»، كما أثنى على الدور الذي تقوم به الإمارات في دعم اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنها: «لا تدخر جهداً في تقديم المساعدات للاجئين السوريين في أنحاء متفرقة، حيث قامت بإنشاء مخيم للاجئين في الأردن». لا شك في أن الإمارات تمثل ركناً أساسياً في أي جهد دولي أو إقليمي لمساعدة المتضررين في مناطق الكوارث والأزمات، وتتجه إليها الأنظار عند مواجهة أي تحدٍّ إنساني، ودائماً ما كانت على قدر هذه المسؤولية، وهذا ما يتضح من مواقفها ومبادراتها الإنسانية الأخيرة، خصوصاً في ما يتعلق بدعم اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومساعدة الحكومات في هذه الدول على تحمل أعباء معيشة هؤلاء اللاجئين من خلال تقديم مساعدات عينية ومادية تتضمن المساهمة في إنشاء مشروعات صحية كما في مخيمي الأزرق والزعتري في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي توفير المأوى والمساعدات النقدية والمساعدات الطبية المنقذة لحياة مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين من ويلات الحرب الأهلية السورية. كما واصلت الإمارات مبادرتها الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني خلال العام الجاري، سواء بإرسال الأغذية والأدوية أو من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة المتمردين الحوثيين. وفي باكستان واصلت الإمارات إدارة المشروع الإماراتي لتنفيذ حملتها للتطعيم خلال العام الجاري، والتي تكللت بالنجاح في تطعيم ملايين الأطفال من مرض شلل الأطفال، كما أرسلت في شهر سبتمبر الماضي أكثر من 100 طن من المواد الإغاثية، في استجابة فورية تهدف إلى تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل أكثر من 60 ألف لاجئ تدفقوا من جنوب السودان إلى الحدود الأوغندية فراراً من المواجهات المسلحة هناك. ولا تكتفي الإمارات بالتحرك الفردي أو ضمن الأطر الجماعية تجاه المناطق التي تشهد أزمات أو كوارث إنسانية، وإنما تدعو دائماً إلى مزيد من الجدية والفاعلية في العمل الإنساني الدولي حتى يكون قادراً على التعامل مع أي تحديات إنسانية محتملة في أي منطقة من العالم، وهذا ما أشار إليه بوضوح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين، والتي ناشد فيها سموه المجتمعَ الدولي تحمُّل مسؤوليته الكاملة في تغيير الأوضاع التي يعانيها قطاع كبير من سكان العالم والمتمثلة في الفقر والجوع والمرض وازدياد أعداد النازحين واللاجئين والمهمشين وحشد الطاقات والحلول الإبداعية لدرء المخاطر المحدقة بالبشرية وتحقيق الأهداف والطموحات المشتركة وسد الثغرات الناجمة عن تداعيات الكوارث والأزمات ووضع حد للظروف والأسباب التي أدت إلى تفاقم ظاهرة اللجوء والنزوح وتغير المناخ. ولا شك في أن هذه الجهود والمبادرات كان لها أثر كبير في تعظيم مردودات العمل الإنساني، وتأكيد ريادة الإمارات الإنسانية، حيث حافظت للعام الثالث على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الدولية، قياساً بدخلها القومي، كما صنَّفتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، في مقدمة أكثر 10 دول عطاءً في العالم. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية