فيما تتهيأ دولة الإمارات العربية المتحدة، لتتويجها كواحدة من أفضل دول العالم تجسيداً لأهداف «رؤية الإمارات 2021»، تواصل الدولة وفي ظل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المضي بخطى ثابتة في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها وذلك بما تتبناه من نهج راسخ قوامه مواكبة عجلة التطور والتقدم في الميادين كافة، وذلك في امتداد للرؤية الحكيمة التي أرسى قواعدها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي جعل مواكبة الجديد والحديث والمبتَكَر حجر الأساس الذي قامت عليه تجربة الاتحاد، وصولاً إلى ما وصلت إليه الإمارات من ريادة إقليمية وعالمية في العديد من المؤشرات والمجالات. ويعد مجال تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، وما أفرزه من وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالإعلام الجديد الذي بات يلعب دوراً حيوياً مؤثراً في صياغة حاضر ومستقبل الدول والشعوب، من أبرز المجالات التي تسجل فيها دولة الإمارات تفوقاً ملحوظاً على المستويين الإقليمي والعالمي، إذ تعدّ الإمارات اليوم من أبرز الدول تطويراً وتحسيناً في بنى هذا القطاع الحيوي، وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه له القيادة الرشيدة، انطلاقاً من إدراكها مدى أهمية استثماره ولا سيما أنه يلقى إقبالاً متزايداً من قبل مختلف شرائح المجتمع الإماراتي وخصوصاً الشباب. وهو إدراك يوازيه وعي كبير بمدى حساسية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها سلاحاً ذا حدّين، فهي إلى جانب امتلاكها جوانب إيجابية عديدة، فإنها، إذا أسيء استخدامها، قد تتحول إلى أداة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها ومنظومتها الأخلاقية، لا سيما أن هذه المنصات التفاعلية باتت تمثل بيئة خصبة تتصيد عبرها الجماعات الإرهابية والمتطرفة ضحاياها من الشباب. وفي ظل حرص قيادتنا الرشيدة على نشر ثقافة الاستخدام الصحيح والمسؤول للإعلام الجديد، على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والعالمية، بما يعزز القيم الإيجابية ويسهم في خدمة أهداف التنمية ويتصدى للأبواق التضليلية المتطرفة، تبرز أهمية قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، التي انعقدت دورتها الثانية في الدولة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمشاركة وحضور نخبة من كبار المؤثرين وخبراء ورواد التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم، وذلك بهدف إلقاء الضوء على فرص وتحديات توظيف مجالات التواصل الإيجابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تحقيق صالح المجتمع سواء بالترويج للفكر الإيجابي وfتشجيع أفراده على تطوير محيطهم الاجتماعي إلى الأفضل على الصعد كافة. ولا شك في أن هذه القمة التي تهدف إلى تفعيل دور رواد التواصل الاجتماعي في تعزيز القيم الإيجابية وحثهم على المزيد من الإبداعات في هذا المجال، تمثل مبادرة ابتكارية إماراتية تضاف إلى قائمة تطول من الإسهامات الرائدة التي تقدمها الدولة بما يصب في تطوير الفكر الإنساني، واستثمار طاقات المبدعين والمؤثرين، لا سيما من فئة الشباب، في بناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، فضلاً عما ترسخه هذه القمة لموقع الإمارات كمنصة إقليمية وعالمية لتبني قصص النجاح وإبراز الممارسات والتجارب الملهمة في مجال التواصل الاجتماعي، ما يعدّ منبراً توعوياً مهماً للأجيال الشابة وأداة فاعلة لتحفيزهم على الاقتداء بتلك التجارب الناجحة. وفي هذا السياق، يأتي ضمن هذه القمة تكريم الفائزين بجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب لعام 2016، والهادفة إلى تكريم إبداعات الأفراد والمؤسسات في عدد من الفئات المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رواد التواصل الاجتماعي وفي مقدمتهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عن فئة الأفراد في القطاع الحكومي، لتفاعل سموه الكبير مع أفراد المجتمع، واستثماره وسائل التواصل الاجتماعي للارتقاء بمستوى تقديم الخدمات وتحقيق رضا المتعاملين. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية