في مقابلة أذيعت يوم الأحد الماضي، أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في دفاعه عن مكالمته الهاتفية مع الرئيسة التايوانية معتبراً أن الولايات المتحدة ليست مقيدة بسياسة «الصين الواحدة»، التي تعد التفاهم الدبلوماسي القائم منذ 44 عاماً الخاص بعلاقة الولايات المتحدة بأكبر منافسيها. وفي مقابلة ترامب مع قناة فوكس نيوز، أعلن الرئيس المنتخب أنه يستوعب مبدأ «الصين الواحدة» التي تتضمن تايوان لكنه لا يرى سبباً «يجعلنا نتقيد بسياسة الصين الواحدة ما لم نبرم صفقة مع الصين، تتناول أموراً أخرى تتضمن التجارة». ومضى يقول «لقد تضررنا كثيراً من تقليص الصين لقيمة عملتها ومن فرض ضرائب كبيرة علينا عند الحدود في حين أننا لا نفرض ضرائب عليهم ومن بناء حصن دفاعي هائل في قلب بحر الصين الجنوبي وما كان يجب عليهم فعل هذا، وبصراحة، مع عدم مساعدتنا بحال من الأحوال فيما يتعلق بكوريا الشمالية». ويرى المحللون أن موقف ترامب هذا ينذر برد فعل عكسي من بكين على الرغم ما حظي به من إشادة من بعض «الجمهوريين» لإعادته النظر في السياسة تجاه الصين. فمنذ عام 1972، حين تكفل الرئيس ريتشاد نيكسون والزعيم الصيني ماو تسي تونج بصيانة مبدأ الصين الواحدة في بيان شنغهاي لم يطعن رئيس أو رئيس منتخب من الولايات المتحدة علناً أو ضمناً في البيان الذي تمخض عن إنهاء اعتراف الولايات المتحدة الدبلوماسي بتايوان عام 1979. ولم تصدر الحكومة الصينية رداً على الفور على تعليقات ترامب. لكن يرجح أن تعيد تصريحات ترامب إشعال الجدل الذي اندلع حين تلقى ترامب مكالمة من الرئيسة التايوانية «تساي اينج وين» لتهنئته على الفوز بالرئاسة. ففي بداية الأمر قلل ترامب من دلالات المكالمة قائلا إنه أراد أن يكون دمثاً فحسب. ثم أعلن معاونوه فيما بعد أنه كان على دراية بالتداعيات الدبلوماسية للمكالمة مع الزعيمة تايوانية. ويرى ايفان ميديروس المسؤول البارز السابق المتخصص بشؤون آسيا في مجلس الأمن القومي أنه «بطرح سياسة الصين الواحدة للتفاوض، يخنق ترامب العلاقات الصينية الأميركية ويغامر باستبدال الدعم الأميركي لتايوان بمصلحة أميركية أخرى.. هناك سبب وجيه جعل ثمانية رؤساء منذ عام 1972 يرتكنون لسياسة الصين الواحدة. مارك لانلير: محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»