تُولي القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أولوية استثنائية لتطوير وتحديث القوات المسلحة، سواء في ما يتعلق بمواكبة أحدث التكنولوجيات العسكرية المتقدّمة في العالم، أو في ما يتعلق بالاهتمام بالتدريب المتواصل والارتقاء بالقدرة والجاهزية، كي تكون قادرة على النهوض بمسؤولياتها وأداء واجباتها بكل كفاءة واحترافية. وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، خلال كلمته في حفل خريجي الدورة الـ46 من المرشحين الطيارين والمرشحين الجويين في كلية خليفة بن زايد الجوية بمدينة العين أول من أمس الاثنين، حينما دعا سموه الخريجين إلى «مواصلة السير على طريق الاستفادة من العلوم العسكرية والعلمية وتطوير مهاراتهم وعدم التوقف عند درجة معينة من التدريب، كي يتمكنوا من إثبات وجودهم وقدراتهم في أثناء انخراطهم في صفوف قواتنا المسلحة الباسلة، ويتهيؤوا لاستلام المراكز القيادية ممن سبقوهم من إخوانهم الضباط الذين ضحّوا وأعطوا من خبراتهم ومعارفهم من أجل تطوير وتقدم قواتنا المسلحة الباسلة على مستوى أفرعها الجوية والبرية والبحرية». إن الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للقوات المسلحة، وتطويرها بشكل متواصل، ينطلق من قناعة بأنها تمثل تعزيزاً لمرتكزات قوة الدولة وأمنها الشامل، خصوصاً بالنظر إلى اعتبارات عدة، أولها أن وجود قوات مسلحة قوية تمتلك أدوات العصر أصبح ضرورة لتحقيق الأمن والاستقرار الشامل في الدولة، كما أن أي تطور تشهده القوات المسلحة يصب في خدمة أهداف التنمية الشاملة، ولهذا تحرص القيادة الرشيدة على تحديث وتطوير القوات المسلحة باستمرار، سواء من خلال العمل على استيعاب أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية العصرية، أو من خلال الاستثمار في العنصر البشري وتأهيله بشكل علمي، كي يكون قادراً على استيعاب مقتضيات التعامل مع هذه التقنيات وعلى القيام بكل ما يكلف به من مهام. وكان لقرارات وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، أثرها البالغ فيما وصلت إليه من تطور، فقد أصبحت تقتني أحدث ما وصلت إليه صناعة وتكنولوجيا الأسلحة في العالم، وهو ما أحدث نقلة نوعية كبيرة في أدائها كماً وكيفاً في جميع فروعها البرية والبحرية والجوية. ثانيها أن تطوير وتحديث القوات المسلحة عملية شاملة لا تقتصر فقط على الارتقاء بقدرات العنصر البشري وتأهيله بشكل مستمر ومتواصل، وإنما تتضمن أيضاً الاهتمام بالعمل على تطوير الصناعات الدفاعية، كي تكون في خدمة تسليح قواتنا المسلحة من ناحية، ودعم الاقتصاد الوطني من ناحية ثانية، ولهذا تحظى هذه الصناعة باهتمام القيادة الرشيدة، باعتبارها أحد مرتكزات عملية التنمية الشاملة في الدولة. ثالثها أن القوات المسلحة، وهي تتسلح بأحدث الأسلحة وتتوافر لها كل إمكانات التطوير والدعم والتحديث إنما تمثل تعزيزاً لجهود الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وبخاصة أن الإمارات تشارك بفاعلية في كل الجهود التي تستهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، في مواجهة التحديات ومصادر التهديد المختلفة، وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، في كلمته بمناسبة الذكرى الـ40 لتوحيد القوات المسلحة في السادس من مايو الماضي، حينما أكد أن «الرسالة التي توجهها قواتنا المسلحة من خلال دورها مع الدول الشقيقة والصديقة في تحالف استعادة الشرعية في اليمن، ومناورات رعد الشمال، والتحالف الدولي ضد الإرهاب، هي أنها تمتلك الإرادة والقدرة للدفاع عن مصالح الإمارات، والمساهمة الفاعلة في المحافظة على الاستقرار والسلام على المستويين الإقليمي والعالمي». عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية