أكمل مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان ودولة قطر ودولة الكويت، عامه السابع والثلاثين عندما عقد قادة دوله القمة الـ37 في العاصمة البحرينية المنامة مؤكدين عزمهم المضي قدماً في ترسيخ أسس التعاون البيني على طريق الاتحاد الشامل الذي يتم التخطيط له بروية وحكمة تحقيقاً لاقتراح المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك‏? ?عبدالله? ?بن? ?عبدالعزيز? ?آل? ?سعود ?في ?عام 2011 ?أثناء ?انعقاد ?القمة ?الخليجية ?الثانية ?والثلاثين ?بتحويل ?مجلس ?التعاون ?الخليجي ?إلى ?اتحاد ?خليجي ?مع ?التنسيق ?بين ?دوله ?سياسياً ?وعسكرياً ?واقتصادياً. ومما لا شك فيه أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي تم الإعلان عنه في 25‏? ?مايو 1981 في ?العاصمة ?الإماراتية ?أبوظبي ??يستمر ?في ?تحقيق ?أهدافه ?رغم ?الحروب ?والنزاعات ?الإقليمية ?والدولية ?المحيطة ?بدوله، ?والتي ?كانت ?كفيلة ?بتهديد ?الأسس ?التي ?قام ?عليها، ?ولكن ?إصرار ?وحكمة ?قادة ?دوله ?الست ?أثبتت ?أن ?المجلس ?سيستمر ?في ?مسيرته ?لتحقيق ?التنسيق ?والتكامل ?والترابط ?بين ?تلك ?الدول ?في ?جميع ?الميادين ?وصولاً ?إلى ?وحدته. ?وقد ?نجح ?المجلس ?في ?تحقيق ?العديد ?من ?الأهداف ?لعل ?من ?أبرزها ?السماح ?لمواطنيه ?بالتنقل ?بين ?دولة ?وأخرى ?ضمن ?المجلس ?ببطاقة ?الهوية، ?وهو ?إنجاز ?عربي ?لا ?أعتقد ?بوجوده ?بين ?بقية ?الدول ?العربية. ومما يدعو للإعجاب ما تضمنه البيان الختامي لقمة دول المجلس الأخيرة من التركيز على دور البحوث والدراسات، وذلك عندما تم تكليف الهيئة الاستشارية لدول المجلس بدراسة‏? ?شبكات ?التواصل ?الاجتماعي ?ودور ?المرأة ?في ?التنمية ?الشاملة ?في ?مجلس ?التعاون ?والتأكيد ?على ?أهمية ?الاستمرار ?في ?تعميق ?مجالات ?التكامل ?في ?المجالين ?الاقتصادي ?والتنموي ?لدول ?المجلس ?في ?مجالات ?المجلس ?النقدي ?الخليجي ?وسكة ?حديد ?دول ?المجلس ?والسوق ?الخليجية ?المشتركة ?والربط ?المائي ?والاستراتيجية ?الشاملة ?للمياه. ?كما ?لم ?يغفل ?قادة ?دول ?المجلس ?عن ?دور ?الشباب ?في ?تطوير ?مسيرة ?أجهزة ?ومؤسسات ?المجلس، ?حيث ?بارك ?القادة ?مبادرة ?الأمانة ?العامة ?في ?الاستعانة ?بنخبة ?من ?شباب ?وشابات ?دول ?المجلس ?كمستشارين ?للأمانة ?العامة ?في ?قضايا ?واهتمامات ?الشباب. والجدير بالذكر أن الكيان الدولي الأبرز الذي يمكن مقارنة مجلس التعاون الخليجي به هو الاتحاد الأوروبي، والذي جاءت فكرة إنشائه عندما اتفق قادة كل من ألمانيا (الغربية) وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج في عام 1951 على تشكيل «الجماعة‏? ?الأوروبية? ?للفحم? ?والصلب»، ?وهي ? ?أول ?وحدة ?جمركية ?عرفت ?بالأصل ?باسم ?المؤسسة ?الاقتصادية ?الأوروبية، وقد ?تأسست ?في ?اتفاقية ?روما ?للعام ?1957 ?وطبقت ?في ?1 ?يناير ? ?1958. ?ومن ?المعلوم ?أن ?هذه ?المؤسسة ?الأوروبية ?تشكل ?العماد ?الأول ?للاتحاد ?الأوروبي، ?والذي ?تطور ?من ?جسم ?تبادل ?تجاري ?إلى ?شراكة ?اقتصادية ?وسياسية. ?وقد ?استغرق ?الأمر ?ما ?يقارب ?خمسة ?عقود ?لتتحول ?28 ?دولة ?أوروبية ?تتحدث ?24 ?لغة ?رسمية، ?ويصل ?تعداد ?سكانها ?لما ?يقارب ?نصف ?مليار ?شخص ?ينتمون ?للديانات ?السماوية ?الثلاث ?المسيحية ?والإسلام ?واليهودية ?إلى ?دول ?لها ?سياسة ?زراعية ?مشتركة ?وسياسة ?صيد ?بحري ?موحدة ?وعلم ?واحد ?بل ?واستبدلت ?19 ?دولة ?في ?الاتحاد ?الأوروبي ?عملتها ?الرسمية ?باليورو، ?وهو ?العملة ?الرسمية ?لتلك ?الدول ?بدءا ?من ?عام ?2002. وبالتالي فإنه يحق لنا مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن نفخر لتقاسمنا العديد من الأسس المشتركة التي تساهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي وضعه قادتنا وهو الوحدة الشاملة. فنحن يربطنا دين واحد هو الإسلام ونتحدث جميعا اللغة العربية، ولدينا تاريخ مشترك إضافة لتماثل النظم الاقتصادية لدول المجلس القائمة على إنتاج النفط والغاز والتاريخ، وفوق هذا كله يقوم على أمرنا ولاة أمر يجمعهم هدف واحد هو ضمان استقرار وسعادة ورخاء وأمن شعوب دول المجلس. د.عبدالله محمد الشيبة* *باحث إماراتي