في فترة غريبة أخرى من التاريخ الأميركي، حض «معلم الثقافة المضادة» الطبيب النفساني «تيموثي ليري» الناس على المتابعة والتفاعل ومن ثم الاعتماد على الذات في الحكم على الأمور، والآن بعد خمسة عقود مضت، آن الأوان من أجل صيغة مختلفة في عصر الأخبار الكاذبة التي تسبب المشكلات الحقيقية، وتعرض وسائل الإعلام الإخبارية إلى الانتقادات الشديدة بسبب أخطاء، بعضها مبررة وبعضها مبالغ فيها، والنصيحة الأفضل الآن هي: تفاعل مع الأحداث، وواصل التفاعل. ومنذ انتخاب دونالد ترامب قبل شهر مضى، وفوضى الأخبار التي أعقبت انتخابه، سمعت كثيراً من الناس يقولون إنهم يحتاجون إلى الحصول على راحة من متابعة ما يحدث يومياً. ويمكن وصف ذلك بأنه «إرهاق من الأخبار». فالناس لا يريديون أن يسمعوا آخر التطورات المزعجة، وبغض النظر عن الأخبار ذاتها، لم يعد كثير من الناس يثقون في وسائل الإعلام باعتبارها «رسول نزيه». واعتبرت «شيريل ساندبيرج» مديرة التشغيل في «فيسبوك»، أثناء ظهورها في برنامج تلفزيوني يوم الخميس الماضي، أن الأخبار الكاذبة والدعاية المتعمدة قضية خطيرة، وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي التحرك بهذا الشأن. ووصفت لي صحفية سياسية أعرفها أن تغطية الأخبار في الوقت الراهن، تبدو مثل تغطية «إطلاق نار حي»، لكنه مستمر يومياً دون توقف. وما يتعين على المواطن المسؤول أن يفعله حيال ذلك، بحسب «إيفان ماكمولين»، العميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الذي ترشح للرئاسة الأميركية العام الجاري كمستقل، أن يحدد ويتابع كثير من المصادر الإخبارية الموثوقة، وأن يتعلم تفريق الحقيقة من الكذب وأن يشارك كتابة وتحدثاً وتصرفاً. وثمة دلالات إيجابية على زيادة معدلات مشاركة الأميركيين، إذ تؤكد كل من «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»: «إن الاشتراكات زادت منذ الانتخابات»، بينما يشير موقع «بروبابليكا» غير الربحي للصحافة الاستقصائية، إلى ارتفاع في معدلات التبرع. وباختصار سينطوي الإدراك الحذر، والتفكير النقدي، على أهمية كبيرة أكثر من ذي قبل خلال الأيام المقبلة، لكن على أية حال، على المواطنين ألا يعزفوا عن المتابعة. مارجريت سوليفان: محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»