من الآخر وزير الدفاع الأميركي كارتر لا يستبعد تحرير الموصل قبل تنصيب ترامب، قبل قرابة العام كانت الاستعدادات جارية لاقتحام الموصل وإنقاذها من قبضة «داعش» الغول الجديد الذي يستخدمه المنتفعون من بقائه حياً حتى الرمق الأخير لتخويف وإرهاب الضعفاء من الدول التي لا تملك قرارها ولا إرادتها في حل مشاكلها الداخلية قبل حلول عصر الـ«دواعش» الطارئ والطارق لأبواب الفتنة بكل أنواعها باسم الدين الإسلامي المظلوم من طرف بعض أهله قبل المتربصين به الدوائر من شتى الملل والنحل. لا نعرف كيف يمكن للتحالف الدولي التخلص من خمسة آلاف «داعشي» عشعشوا في أحياء وطرقات الموصل حتى جاء وقت المواجهة الدامية بين جيش عرمرم من العراقيين والإيرانيين وبغطاء جوي من قوات التحالف لأكثر من 60 دولة على مستوى العالم. فالنتيجة حتى الساعة ليست كما يريدها كارتر، ولا أوباما، ولا ترامب القادم للخوض في هذا المستنقع لا محال، فالإرهاب كشر عن أنيابه ضد الجميع، لا يفرق بين المسلم وغيره. والإشكالية في العراق هي أن الطائفية المتمثلة في «الحشد الشعبي» الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء من السُّنة، كما فعل أشياعهم من الـ«دواعش» يوم أن ضيقوا عليهم الخناق، فأصبح السنة في نظر ميليشيات «الحشد الشعبي» جزءاً من «داعش» ستتم معاملتهم بأفظع مما يقوم «داعش» بممارسته ضد الكل. في هذه الفترة الوجيزة من الحرب العالمية المصغرة على «داعش» في العراق وسوريا، فإن هذا «الحشد» المختلط برائحة الحقد الأسود بهدر دماء الأبرياء نال إجماعاً غير مسبوق، ومنقطع النظير في تصويت البرلمان العراقي ليصبح جزءاً من الجيش الرسمي للدولة العراقية حاله حال الجيوش النظامية الأخرى! وأمام أنظار العالم المتقدم، الذي بدأ يتخلف عن السياسة الإنسانية سواء في ذلك أميركا أو أوروبا، فالأمر لم يعد يثير أي امتعاض، أو إنكار مما يُشَرْعِن جيشاً لا يقاتل دفاعاً عن حياض الوطن، بل من فكر طائفي مأفون لا يزرع في تلك الأرض غير المزيد من الأشجار الشائكة والسامة! تتحدث واحدة من المنْضمَّات إلى «الحشد الشعبي» عن إحدى قصص البطولة في تحرير الموصل من ربقة «داعش»، أنها قامت بنفسها بنحر بعض أطفال السُّنة ومن ثم غلْيهم في القدر وأكله! لقد قامت هذه المرأة التي تفخر بهذا العمل «البطولي» في زمن «التجبُّن» عن مواجهة العدو الحقيقي في العراق أو غيره من البلدان المبتلاة بداء «الربيع العربي» منذ أكثر من خمسة أعوام من هدم ما لا ينبغي أن يهدم مهما كانت الظروف والمبررات. عندما يرفع الوطن حصانته عن أبنائه ويصر البعض على هدمه أولاً، عند ذلك يمكن أن يتحول العراق كله إلى أرض مفتوحة ليس أمام «داعش» وحده، بل أمام كل من يملك في جسده قلب تلك المرأة السادية التي طبخت الأطفال وكأنها تمارس دور «الأبطال»! ما هي الحياة الحقيقية لأهل الموصل اليوم وكافة وسائل الإعلام لأول مرة في التاريخ العالمي تتفق على التعتيم العام عما يجري هناك من فظائع وأهوال باسم محاربة وطرد «داعش» من العراق إلى «سوريا» الفصل الثاني من سلسلة الحروب ضد هذه الجرثومة التي لوثت كل شبر استوطنته بأشد أنواع الفساد والإجرام باسم «الخلافة» الكذبة الكبرى التي انطلت علَى البعض الحمقى، وهي محض خيال مريض وسراب يزيد الظمآن عطشاً. ففي القليل المنشور والمسرب في غالب الأحوال، أن أهل الموصل وخاصة النازحين يعيشون في قبور جاهزة اتخذوها بيوتاً مؤقتة حتى يأتيهم يقين الموت ولا يكلفوا أحداً عناء التكفين والدفن فهم يستقبلون الموت من كل الاتجاهات التي تصوب إليهم منها أسلحة «داعش» الرهيبة وسكاكين وحراب «الحشد الشعبي» الحقود على جزء مفصلي من شعب العراق عندما كان يعترف به بعد أن حصر اعترافه بالطائفة أولاً وأخيراً حتى أصبحت ناراً مشتعلة تأكل أهل العراق كلهم بلا تفرقة بين شيعي، وسُني، ولا إيزيدي، أو آشوري. فكل المكوِّن العراقي غدا أسير المحبسين، محبس «داعش»، ومحبس «الحشد الشعبي» المقص الذي تحول إلى مقصلة لفصل رؤوس أهل الموصل بلا تفرقة بين المسيء والبريء، فاختلط في الموصل بين حابل «داعش»، ونابل «الحشد الشعبي» حتى تؤتي الحرب الطائفية أوزارها بدل أن تضعها جانباً. وتبحث عن حل جديد لإنقاذ الموصل بدل استخدام سلاح الكماشة الطائفية ولا من مغيث.