مخاطر«التسلح النووي» الياباني.. ومقاربة كندية للتعامل مع كوبا «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية أول أمس، وتحت عنوان «شعارات ترامب الخطيرة تجاه مسألة تسليح اليابان نووياً».. أشار «روبرت بارك» العضو المؤسس لـ«التحالف العالمي لوقف المذبحة في كوريا الشمالية» إلى أن ترامب اقترح في مناسبات عدة أنه يمكن السماح لليابان بأن تتسلح نووياً إذا لم تدفع مبالغ أكبر للولايات المتحدة مقابل وجود القوات الأميركية في اليابان. الرئيس الأميركي المنتخب اقترح أيضاً أن تسليح اليابان نووياً يصب في مصلحة الولايات المتحدة.. الكاتب لفت الانتباه أيضاً إلى أن وزيرة الدفاع الياباني «تومومي إنادا»، وهي التي من المتوقع أن تأتي خلفاً لـ«شينزو آبي» في منصب رئيس وزراء اليابان، كانت قد أشارت إلى أن بلادها ينبغي أن تمتلك أسلحة نووية، وهو الموقف نفسه الذي يتبناه وزراء آخرون في حكومة «شينزو آبي»، كما أنه لا توجد دلائل على ندم اليابان على الحقبة الاستعمارية، ولا على الحرب العالمية الثانية. وهناك شخصيات يابانية تتبنى فكراً قومياً، مثل رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وهؤلاء يرون أن طوكيو لم ترتكب أي خطأ لا قبل الحرب العالمية الثانية ولا بعدها، وأنها تصرفت آنذاك وفقاً لمصالحها... وينوّه الكاتب إلى أن ألمانيا حليفة اليابان في الحرب العالمية الثانية قد أقرت واعترفت بشرور النازية واعتذرت عما ارتكبته من فظائع خلال الحرب العالمية الثانية، وأكدت في مناهجها الدراسية وفي رؤية جيشها أنها لن تنخرط أبداً في هذا النوع من الأنظمة الوحشية. لكن هذا الاعتذار لم نره في اليابان، ولا أيضاً الإقرار بما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية، بل يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس. وضمن هذا الإطار تطرق الكاتب إلى موقف وزيرة الدفاع من الغزو الياباني للصين، وهو أمر تعتبره «تومومي» يخضع لتفسيرات عدة، ولم تقر ارتكاب جيش بلادها فظاعات إبان الحرب بما في ذلك تهم الاستغلال الجنسي للنساء الكوريات إبان الحرب وهو ما يعرف إعلامياً بـ«نساء الراحة». «آبي» ووزيرة دفاعه يشجعان على زيارة نصب تذكاري في منطقة «ياسكوني» للعسكريين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، وهذه الزيارات يعتبرها الآسيويون رمزاً لعدم شعور اليابانيين بالندم على الحرب. النُصب يمجد قرابة 1068عسكرياً متهماً بجرائم حرب أثناء الحرب العالمية الثانية. الكاتب اختتم مقاله مطالباً المجتمع الدولي وكوريا الجنوبية بضرورة فعل أي شيء ممكن لمنع اليابان من امتلاك سلاح نووي. وحسب الكاتب، كانت صحيفة «جابان تايمز» اليابانية، قد نشرت مطلع الشهر الجاري تقريراً مفاده أن اليابان لديها 48 طناً من البلوتونيوم يتم تخزينها في اليابان وفي أوروبا، ويظل مدى إمكانية استخدام اليابان لهذا المخزون أمراً غامضاً، علماً بأن هناك اتفاقية بين الولايات المتحدة واليابان كانت قد أبرمت في عام 1988 وتتعلق بالاستخدام السلمي للطاقة النووية في اليابان.. الاتفاقية سينتهي العمل بها في يوليو 2018، ما سيُضفي غموضاً على مستقبل السياسة النووية اليابانية. «تورونتو ستار» يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «كندا تستطيع مساعدة كوبا كي تسلك مساراً جديداً»، استنتجت «تورنتو ستار» الكندية أن رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» بمقدوره لعب دور في التأثير على كوبا كي تصبح أكثر انفتاحاً على العالم. وحسب الصحيفة شهد الأسبوع الماضي انتقادات بثها «المحافظون» الكنديون ضد رئيس وزرائهم الليبرالي «جاستن ترودو» بسبب تعليقه على وفاة الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو، الذي وصفه بـ«القائد المتميز». الانتقادات جاءت أيضاً من «الجمهوريين» الأميركيين، لكن غيّر رئيس الوزراء موقفه، بعدما تعرض لانتقادات كونه لم يُسلط الضوء على استبدادية كاسترو وسجل كوبا السيئ في مجال حقوق الإنسان، فهو صرّح يوم الأحد الماضي بأن كاسترو كان «ديكتاتورا» وأن مسألة حقوق الإنسان في كوبا كانت موضع اهتمام عند لقائه مسؤولين كوبيين أثناء زيارته للجزيرة في شهر نوفمبر الماضي. لكن الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الكندي، تتجاهل حقيقة تتمثل في أن رؤساء وزراء كنديين سابقين مثل «جون ديفنبيكر» و«ستيفن هاربر» كانت لديهم علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع نظام كاسترو. وحسب الصحيفة، فإن كندا كانت لديها مقاربة مختلفة عن الولايات المتحدة في التعامل مع (كوبا- كاسترو)، حيث إن رئيس الوزراء الكندي السابق «جون ديفنبيكر» رفض تنفيذ مطلب واشنطن الخاص بقطع العلاقات مع كوبا بعيد وصول «كاسترو» للحكم عام 1958 وذلك بعد سقوط نظام «باتيستا» الفاسد، كما أن «ديفنبيكر» نفسه رفض وضع قوات بلاده في وضع الاستعداد لصالح واشنطن أثناء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. الآن لدى الشركات الكندية استثمارات في كوبا خاصة في مجالات التعدين والسياحة، ويمكن اعتبار أن عدد السياح الكنديين هو الأكبر من بين عدد السياح الأجانب الذين يزورون كوبا، حيث وصل عددهم 600 ألف سائح كندي خلال العام الجاري الموشك على الانتهاء. وبمقدور «ترودو» لعب دور في التأثير على كوبا ودفعها نحو الترحيب بمزيد من الاستثمارات الأجنبية والسماح للمواطنين الكوبيين بالهجرة مثلما يريدون. «تشينا ديلي» في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «الصين واليابان وكوريا الجنوبية بحاجة إلى استعادة الثقة»، نوّهت «تشينا ديلي» الصينية إلى أن الرئيسة الكورية الجنوبية «بارك جوين هي» تنوي حضور اجتماع يضم قيادات من اليابان والصين من المقرر عقده في طوكيو خلال الشهر الجاري. الصحيفة نوهت لتسريبات مفادها أن اليابان تسير على خطى كوريا الجنوبية التي نشرت نظاماً أميركياً للدفاع الصاروخي، وهو ما تعتبره الصحيفة متغيراً جديداً في المنطقة. طوكيو عللت - مثل سيئول- نشرها لهذا النظام، بالخطر المتمثل في كوريا الشمالية وترسانتها الصاروخية. وحسب الصحيفة، فإن وزارة الخارجية الصينية دعت قبل ثلاثة أسابيع إلى بذل جهود مكثفة من أجل توفير أجواء إيجابية للقاء الثلاثي المرتقب بين قادة الدول الثلاث والذي من المقرر أن يتطرق لمفاوضات خاصة باتفاقية ثلاثية للتجارة الحرة ومكافحة الإرهاب. وإذا كان مسؤولون عسكريون من اليابان والصين التقوا الأسبوع الماضي في بكين لتخفيف التوتر بين اليابان والصين حول بحر شرق الصين، فليس غريباً إذا عرفنا أن لدى اليابان نية لمحاكاة كوريا الجنوبية ونشر أنظمة أميركية مضادة للصواريخ على أراضيها، ما يعني أن اللقاء الثلاثي لن يكون سهلاً. وسيكون اللقاء فرصة لإجراء محادثات بناءة للتغلب على الشكوك والمخاوف الأمنية القائمة لدى الدول الثلاث والمتمحورة حول أنظمة الدفاع الصاروخية التي تنشرها الولايات المتحدة. إعداد: طه حسيب