مشهد وطني تلاحمي مهيب زيَّن احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصلة باليوم الوطني الخامس والأربعين؛ بانطلاق «مسيرة الاتحاد» أول من أمس، ضمن فعاليات «مهرجان الشيخ زايد التراثي» لعام 2016 بمنطقة الوثبة في أبوظبي، بمشاركة حشد من أبناء القبائل يمثلون مختلف إمارات الدولة ومناطقها، وسط أجواء متفرِّدة من البهجة والسرور ممزوجة بأعمق مشاعر حب الوطن، وأسمى آيات الانتماء والوفاء والولاء لـ«البيت المتوحِّد». المسيرة التي شهدها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حملت، بما مثلته من لوحة وطنيَّة استثنائية أَسْهَمَ أبناءُ الإمارات في رسم ملامحها الوحدوية الأصيلة، رسائلَ فخر واعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن الغالي، ووعوداً صادقة بمواصلة بذل كل غالٍ ونفيس في سبيل رفعته وشموخ رايته، وتجديداً لعهد الولاء والإخلاص لقيادتنا الرشيدة التي وضعت رضا المواطنين وسعادتهم نصب عينيها، وارتقت، بعظيم حكمتها وجهودها، بالإمارات وأهلها في سماوات النجاح والإنجاز والريادة إقليمياً وعالمياً؛ وذلك كثمرة طبيعية لتمسُّكها بنهج الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل رخاء شعب الإمارات محور ملحمة الاتحاد والنهضة، ورسَّخ الاستثمار في الإنسان الإماراتي جوهراً للاستثمار في مستقبل تلك الملحمة التي تواصل، منذ إطلاقها في سبعينيات القرن العشرين، إبهار العالم بإنجازاتها القياسية والريادية. وقد جاءت «مسيرة الاتحاد» في ظل احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين شاهداً بليغاً جديداً على صلابة التجربة الوحدويَّة الإماراتية، وعلى إصرار الإمارات قيادةً وشعباً على ترسيخ أركان «البيت المتوحِّد»، ومواصلة النموذج التنموي الفريد الذي تقدمه الدولة إلى العالم؛ من حيث تشبُّثه بالهوية الوطنية الخالصة من جهة، وريادته في استشراف المستقبل وصناعته وفق أرقى الممارسات العالمية من جهة أخرى. وضمن هذا الإطار، فقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فخورة بأبنائها ورجالها الأوفياء الذين يبرهنون دوماً على تفانيهم وإخلاصهم في خدمة الوطن ورفعته، وشدَّدا على أن دولة الإمارات تدمج تراثها وعاداتها وتقاليدها بالرؤية المستقبليَّة للوطن، في توازن يحقق التطور والتميز والإبداع في المجالات كافة، ويحافظ على هوية وأصالة دولة الإمارات وشعبها الوفي. وحيَّا سموهما المشاركين في المسيرة لما قدَّموه من مشاهد وصور تعكس الانتماء والروح الوطنية الأصيلة والتنوُّع التراثي لأبناء الإمارات. وكان لإطلاق هذه المسيرة الشامخة ضمن فعَّاليات «مهرجان الشيخ زايد التراثي» أثره الجليُّ في إضفاء المزيد من أجواء البهجة والاعتزاز بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة؛ لما يمثله المهرجان من منصة تراثية ثقافية إماراتية ترتبط باسم الوالد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وتعبق بأصالة التاريخ العريق لهذا الشعب الوفي، وفي هذا السياق، وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «مهرجان الشيخ زايد التراثي» بأنه ملتقى الثقافات العربية والأجنبية، وعنصر أساسيٌّ من عناصر ترسيخ الانتماء الوطني لدى الشباب، وتعزيز شعورهم بالفخر والاعتزاز بهويتهم الوطنية والعربية والإسلامية، مؤكداً سموه «أهمية تنظيم وإقامة مثل هذه الفعَّاليات التي تحيي ذاكرة شعبنا من خلال إحياء التراث والفن والثقافة التي تشكل عناصر هويتنا الوطنية، والتشبُّث بها جيلاً بعد جيل، مع حرصنا على الانفتاح على الثقافات الأخرى والمعاصرة بكل مكوناتها ومفرداتها». ولا شكَّ في أن حضور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، «مسيرة الاتحاد» جاء ليجسِّد عمق الروابط ومتانة العلاقات الإماراتية- السعودية، في ظل احتفاء الإمارات قيادةً وشعباً بالزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للدولة، وما ترجمته تلك الزيارة من حرص إماراتي- سعودي على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية