تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها إلى تبنّي كل القضايا العادلة والمشروعة انسجاماً مع توجهاتها والأسس التي قامت عليها منذ عقود، وهي مبادئ ليست وليدة اليوم، وإنما تنبع من القيم التي تميز أبناء شعب الإمارات وتجسدها قيادتها الحكيمة ممثلة في شيوخها وقادتها. وقد أثبتت مختلف التجارب التي مرت بها المنطقة، أن دعم القضايا العادلة للشعوب والوقوف إلى جانب المظلومين ومؤازرة المنكوبين والاستجابة العاجلة لنداء المحتاجين، ليست مجرد شعارات ترفعها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما تمثل جزءاً من السياسة الداخلية والخارجية لحكومتها، وقد مثّل الموقف الإماراتي الرسمي والشعبي من القضية الفلسطينية خير دليل على صدق تلك النوايا انطلاقاً من علاقات الأخوة الراسخة وأهمية توظيفها لنصرة حق الشعب الفلسطيني في أن ينعم بالسلام والعيش الكريم على أرضه ويتخلص من براثن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يمثل اليوم أبشع أنواع الاغتصاب وأكثرها تجاوزاً في حق الإنسانية. إن الموقف الإماراتي الثابت تجاه القضية الفلسطينية يدفعها دائماً إلى تجديد التزامها بمواصلة مساندة أبناء الشعب الفلسطيني ومسيرة نضاله العادلة لتحقيق تطلعاته في إزالة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عن أرضه ونيله حريته وكرامته وحقه في ممارسة تقرير مصيره، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمته مدينة القدس الشريف. وقد ظهر ذلك الموقف مجدداً بمناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..» ?الذي ?احتفلت ?به ?منظمة ?الأمم ?المتحدة، ?الأسبوع ?الماضي، ?في ?إطار ?عدد ?من ?الفعاليات ?السياسية ?والثقافية ?التضامنية ?للتعريف ?بعدالة ?القضية ?الفلسطينية ?وجوانبها ?المتعددة، ?حيث ?وجّه ?صاحب ?السمو ?الشيخ ?خليفة ?بن ?زايد ?آل ?نهيان ?رئيس ?الدولة حفظه ?الله، ?رسالة ?تضامنية ?مع ?الشعب ?الفلسطيني ?إلى ?بول ?فوديه ?سيك، ?رئيس ?اللجنة ?المعنية ?بممارسة ?الشعب ?الفلسطيني ?لحقوقه ?غير ?القابلة ?للتصرف. وجاء في تلك الرسالة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلتزم «بمواصلة مساندة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق ومسيرة نضاله العادلة لتحقيق تطلعاته المشروعة في إزالة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لأرضه ونيله لحريته وكرامته وحقه الشرعي في ممارسة تقرير المصير، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها مدينة القدس الشريف». وأضاف سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن العجز الدولي عن إيجاد حل للمعضلة الفلسطينية وجوانبها وأبعادها المختلفة سيستمر طالما تواصل إسرائيل سياسة التعنت والإمعان في احتلال الأراضي الفلسطينية وتوسيع الأنشطة الاستيطانية غير القانونية وانتهاجها أفظع سياسات التمييز العنصري والقمع والعقاب الجماعي الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل في الضفة الغربية وقطاع غزة المنكوب منذ عام 2006. ورغم الموقف الصارم لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، فإن نزوعها للسلام يظل هو الخيار الأفضل ما دام ثمة بصيص أمل قد يحقق الاستقرار لكل المنطقة، ولهذا دعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إسرائيل للعمل على إظهار إرادتها السياسية الصادقة لحلحلة الجمود الحالي وإنجاح الاستئناف الفاعل للعملية السياسية الكفيلة بتسوية قضايا الوضع النهائي العالقة كي يعيش الجميع بأمن وسلام دائم بالمنطقة، عملاً بقرارات الشرعية الدولية القاضية بقيام دولتين: فلسطين وإسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، فضلاً عن التزاماتها الأخرى في إطار الاتفاقيات التي أبرمتها مع الجانب الفلسطيني منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 واتفاقية أوسلو. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية