اليوم الوطني الإماراتي الخامس والأربعون يكتسي حلةً إضافيةً هذا العام، وذلك باستقبال الإمارات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في أول زيارة رسميةٍ له لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية. قائد «الحزم والعزم» يحل ضيفاً عزيزاً في بلده الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، مناقشاً لقضايا المنطقة والقضايا الدولية مع أوثق الحلفاء، حيث يتم رسم الاستراتيجيات المستقبلية، وبناء أفضل الطرق للتعامل مع التحديات والمتغيرات. تعبر دولة الإمارات العربية المتحدة يومها الوطني الخامس والأربعين وهي ترفل في ثياب التطور والاستقرار والمنعة، وهي تحتفل بوزارتين جديدتين للتسامح والسعادة لم يسبق لهما مثيل، وتحتفل بجيش منيع شهد له القاصي والداني بالقوة والفعالية. وحليفها الأقوى إقليمياً السعودية يحتفل معها ولها وبها، وتحتفل الإمارات بيومها الوطني وهي ترتقي في مصاف الدول الناجحة والسعيدة حول العالم. صناعة الفرح والنجاح والابتكار والإنجاز، باتت صناعة رائجة للنموذج الإماراتي الفريد الذي تبنيه القيادة ويشارك فيه الشعب، وهي فرحٌ بالمنجز وعمل جاد في الحاضر وتطلع طموحٌ للمستقبل، وهي نتيجة طبيعية لتطلعات القيادة وعملها ورؤيتها. خيطٌ رفيعٌ يسمى التوازن هو الذي يفصل بين الشجاعة والتهور، بين القدرة والقوة، وإتقان ذلك التوازن يمنح الشجاعة في القدرة على التجاوز دون تهورٍ أو قوةٍ في غير موضعها، فالدولة من ناحية معينة مثل الأفراد، والناجحون هم القادرون على تلمس اللحظات التاريخية التي تلغي أعباء الماضي خدمةً لمتطلبات الحاضر ودعماً قوياً لتطلعات المستقبل، وهو ما صنعته الإمارات وفرحت به. قبل يومين، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه «في غمرة احتفالاتنا بالعيد الوطني لا ننسى الفكر الإنساني والحضاري ومجموعة القيم التي غرسها فينا آباؤنا المؤسسون في تمسكنا ووحدتنا وتضامننا»، وذلك أن الرهان الكبير هو على القيم الراسخة والرؤى الكبرى، بعيداً عن التفاصيل الآنية، فالقيم والرؤى ثابتةٌ، والتفاصيل متغيرةٌ، والتطوير المستمر هو أفضل الحلول لأعصى المشكلات، التطوير المتدرج الواعي. تحتفل الإمارات مع مقدم الملك سلمان بالنجاحات المظفرة والانتصارات المتتابعة لتحالف السعودية والإمارات، وبتوافق القيادتين المستمر، وبالجيل الجديد الذي يفكر بالخيارات ويدير القرارات ويرسم الاستراتيجيات، فلا يحصد إلا الظفر والنصر والمجد والعز. مظاهر الاحتفاء أظهرت معالم السعودية تكتسي علم الإمارات في يومها الوطني، وأظهرت معالم الإمارات تحتفي بالعلم السعودي، ومشاعر الشعبين عبرت بالكلمة والألوان والأغاني والرسم والفن وغيرها عن حجم قوة العلاقات الاستراتيجية الواصلة لأطياف الشعبين والمجتمعين كافة. والإمارات تحتفي بالزائر الكبير، فهي تتطلع لتوثيق عرى المحبة وتعزيز مجالات التحالف والتآزر والدفع بالعلاقات لمستوياتٍ جديدةٍ وآفاقٍ رحبةٍ، وهي علاقات أخوية تستمد من قيم الشعبين العريقة والراسخة، وقد لا يفهم من هو خارج المنطقة دلالات الصور حين تلتقي القيادتين، فتقبيل رأس الكبير سناً وقدراً عادة حميدة وقيمة مجيدة، وقد تناقلت وسائل الإعلام مراراً وتكراراً التقدير الكبير الذي تكنه قيادة الإمارات للملك سلمان ولما يرمز له من قيادة عربية متفردة بالحزم والعزم. عميقاً في التاريخ تمتد العلاقات الراسخة، منذ سنين القحط والجفاف وشظف العيش مروراً بحاضر زاهٍ وطفراتٍ اقتصاديةٍ وتنمويةٍ هائلةٍ بمنطق التاريخ وأعمار الدول، وصولاً إلى استشرافاتٍ جادةٍ واستراتيجياتٍ شاملةٍ لبناء مستقبلٍ يليق بهذه المنطقة، ويليق بشعبي البلدين الشقيقين، وبالعلاقات التاريخية الراسخة بينهما. أخيراً، في زيارة الملك سلمان التاريخية للإمارات لا يوجد أبلغ من كلمة الشيخ زايد، رحمه الله، وهو يرتدي لباس الإحرام ويقول: «دولة الإمارات –حقيقةً-هي مع السعودية قلباً وقالباً، ونؤمن بأن المصير واحد، وأن المفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد، وأن نتآزر بنصحٍ وإخلاص».