تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بالذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الاتحاد، وهي الذكرى التي يستذكر فيها أبناء الوطن، الجهود الجبارة التي بذلها الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات المؤسسون من أجل بناء وطن قُدّر له أن يكون نموذجاً يحتذى في مختلف المجالات. وقد حملت كلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن ومقيم، الكثير من الرسائل والعبر والدلالات بشأن أسس التقدم، والأوضاع التنموية المزدهرة على المستوى الوطني والنظرة إلى المستقبل. فقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن «الأخلاق هي صمام أمان الأمم، وروح القانون، وأساس التقدم، ومن دونها لا أمن ولا استقرار ولا استدامة». كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن الاحتفال باليوم الوطني يمنحنا، حكومة ومواطنين، الفرصة لمراجعة أنفسنا وتقييم أدائنا خلال العام الماضي، حيث إن كل عام يشكل قفزة في عمر اتحادنا المديد». مشيراً إلى إضافة إنجازات ونجاحات تعزز رفاه الشعب وسعادته وتزيد الدولة قوة ومناعة وأمناً واستقراراً. بينما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «أن دولة الإمارات سعت في مختلف مراحلها إلى تمكين العنصر البشري، أحد أهم ثرواتها الحقيقية وأدواتها الأساسية في تعزيز مسيرة الوطن». ويحيي الإماراتيون، ومعهم بالطبع المقيمون، هذه الذكرى بفعاليات وأنشطة متنوعة في مختلف إمارات الدولة، وهي احتفالات تعكس معاني التلاحم والترابط بين مكونات المجتمع الإماراتي وفئاته كافة وتعبر عما يكنّه هذا الشعب الوفي لوطنه وقادته من مشاعر ولاء وانتماء. وما يميز هذه الذكرى وطبيعة الفعاليات التي تقام فيها، تزامنها مع مناسبة وطنية أخرى عزيزة على قلب كل مواطن ومقيم، وهي يوم الشهيد الذي عبرت فيه الإمارات كلها عن قيم الوفاء والولاء لهذا الوطن المعطاء ولتضحيات أبنائه. تحتفل الإمارات بهذه الذكرى الخالدة وقد تحققت إنجازات عظيمة، بل وغير مسبوقة في مختلف المجالات. فعلى الصعيد الاقتصادي أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى بكل معنى الكلمة، بل إن ما حققته الإمارات في مجال التنمية الاقتصادية يعد بالفعل معجزة إذا ما قورن: أولاً، بالفترة الزمنية القصيرة نسبياً من عمر الاتحاد. وثانياً، بندرة الموارد الطبيعية والظروف المعيشية التي كانت سائدة من قبل. وثالثاً، بالأوضاع الإقليمية السياسية والأمنية غير المستقرة. أما على صعيد المرأة فقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزات متقدمة جداً، بل إنها غير مسبوقة بالنظر إلى طبيعة الوضع الذي كانت تعيشه المرأة في المنطقة بحكم التقاليد السائدة. وها هي المرأة الإماراتية تتبوأ أعلى المناصب في الدولة. وعلى الصعيد السياسي، حققت الدولة مزيداً من الإنجازات، خاصة في مجال التمكين السياسي، حيث تعززت المشاركة الشعبية في عمليات صناعة القرار على مستويات مختلفة، وتكرس مبدأ الشورى كأساس في عمل مختلف مؤسسات الدولة. أما على مستوى الشباب فقد كانت الإنجازات استثنائية أيضاً، حيث بذلت الدولة جهوداً مميزة من أجل تمكين الشباب وتأهليهم للمشاركة، بل وحتى قيادة عملية التنمية في الدولة، ولا شك في أن تعيين وزيرة للشباب من الشباب أنفسهم ودعمها المباشر وغير المحدود من قبل القيادة الرشيدة هو خير مثال على مستوى اهتمام الدولة بهذه الفئة الحيوية. وفي مجال التعليم، فإن إنجازات الاتحاد لا تخفى على أحد أبداً، فهذا القطاع حقق تطوراً لافتاً للنظر، كما حققت الدولة إنجازات بارزة في القطاعات والمجالات الأخرى كالصحة التي وصلت إلى مستويات عالمية، وقضايا الاستدامة والبيئة، والبنية التحتية وغيرها من القطاعات الحيوية، حتى إنه لا يوجد مجال أو قطاع إلا وتحققت فيه قفزات بارزة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية