تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بيومها الوطني الـ45، يوم الاتحاد والفرحة التي عمَّت الشعب بأكمله، يوم توحيد الدولة على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الحكام الذين سطروا من خلال هذه الوحدة ملحمة رائعة ونموذجاً وحدوياً يُحتذى به، اعتبره المؤرخون علامة فارقة في التاريخ العربي، ونقطة تحول في تاريخ هذا الوطن ومسيرته التنموية في مختلف المجالات. وبهذا النموذج الاتحادي استشرف المؤسسون ببصيرتهم الثاقبة مستقبل هذا الوطن، ودفعوا بهذه الوحدة إلى أن اكتملت وأصبحت دولة الإمارات على ما هي عليه الآن، وفي هذا اليوم نستعيد من الذاكرة ملامح مهمة من تاريخ الوطن، نتذكر مسيرة المؤسس الذي وحّد الإمارات تحت راية الاتحاد، وأعاد كتابة التاريخ الإماراتي بأحرف من نور، نتذكر كيف تمت الوحدة في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت المنطقة هدفاً لقوى متعددة وأطماع استعمارية متعددة، وعلى الرغم من ذلك فإن دولتنا بحمد الله وفضله وبحكمة قيادتها الرشيدة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، بل وتمضي في رسم طريق المستقبل واستكمال مشاريعها التنموية الشاملة لإسعاد المواطن، وهي في الوقت ذاته تتحمل مسؤوليتها كدولة في دفع الأخطار عن حدودها وتبادر بتقديم العون لأشقائها وأصدقائها ليظل الأمن والاستقرار سائدين في المنطقة. إننا عندما نحتفل بذكرى يومنا الوطني، فإننا نحاول من خلال هذا الاحتفال أن نستحضر القيم الأساسية التي قام عليها الاتحاد، كونها النقطة الجوهرية والركيزة الأساسية التي يفاخر بها شعب الإمارات، ولأنها أحد الثوابت الراسخة في ذاكرة الوطن وذاكرة الشعب، حيث تتجلى مجدداً من خلال هذا الاحتفال حقيقة الولاء والانتماء الراسخين لهذا الوطن، كما تتجلى وتتجدد حالة العشق الأبدي لتراب الإمارات والتفاف شعبها الأبي حول قيادته الرشيدة. ومن خلال ذلك أيضاً تتجلى لنا مواقف الرجال الأوفياء من جنود الوطن البواسل الذين صنعوا ملاحم المجد البطولية لهذا الوطن الغالي، وسجلوا فيها مواقف خالدة، منهم من استُشهد في سبيل حماية هذا الوطن وسجل بدمائه الزكية ذكرى خالدة، ومنهم من يقف الآن على الثغور لحماية الوطن من أي عدوان خارجي. إنهم رجالنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم، فلهم منا التحية والتقدير، داعين الله عز وجل أن يرحم شهداءنا وأن يسكنهم جنات الخلد وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل. إن الاحتفال باليوم الوطني هو خير برهان على أن دولتنا بحمد الله وفضله تنعم بحالة من الأمن والاستقرار والرخاء وأنها قادرة على حماية نفسها وتجاوز كل المخاطر والصعوبات التي تحيط بها وبالمنطقة والعالم من حولها، وأننا كشعب شركاء في مثل هذه المسؤولية، حيث يجب علينا أن نقف بقوة مع قيادتنا الرشيدة صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ضد مثل هذه الأخطار والتحديات التي تحيط بمنطقتنا العربية، وأن نحمي وطننا بأرواحنا من كل الأخطار والشرور، وأن نرد الجميل الذي أعطانا إياه هذا الوطن، وأن نتحمل مسؤوليتنا حتى نكون عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة فينا. إن الانتماء إلى الوطن وبذل التضحية من أجله هو شرف عظيم، لأن الوطن هو الحضن الذي لن نجد بديلاً غيره، وُلدنا فيه وتربينا في أحضانه وعشنا تحت سمائه وتنفسنا هواءه وشربنا ماءه وأكلنا من خيراته.