أكرر تلاوة آيات التنزيل التي تخبرنا أن الوطن شرف وأنه ضرورة للإنسان.. ثم ألهج بآيات الحمد للمولى تعالى، فقد منحنا وطناً لا يشبه غيره. إنه المتفرد ونحن المحظوظون به؛ بأرضه وبحره وسماواته المتسعة لأحلام الأجيال. تحدث لأرى قلبك ينبض لهؤلاء الصغار الذين يحتفلون بلون العلم وباسم الإمارات، وأجسادهم الغضة لم تعرف بعد مشقة الكفاح وبناء المجد من رمل الصحراء الذي حسبته الرياح سهلَ الاقتلاع كغيره، لكنه كان أساس وطن وأرضية خيمة وسقف بيت لا ينهد.. إنه الأعمدة والحكاية وشغف الحياة بكل مباهجها. أنصت لما تقوله الجدران، لما تقوله عيون كبار السن في يوم الوطن. هذا اليوم ليس مجرد رقصة شعبية أو حناءً يزين باطن الأكف، بل موعد مع الوصول لنجمة بعيدة سال لها الدماء وتعرّقت الجباه. اسأل شواهد الأمكنة لتخبرك ماذا فعل أولئك الصادقون المتقون، وكيف تحدوا حتى يكوِّنوا لنا سنداً وأرضية صلبة ننطلق منها نحو الأعلى.. فكانوا هم من قرر أن يكون الوطن قصة بلا مثيل، هم من أحب هذه الأرض وصدَقها الحب. كيف يمكن اختزال يوم كهذا في أفراح الصغار، وغناء الأناشيد؟ إنه الشكر والامتنان لزايد وإخوانه الحكام طيب الله ثراهم جميعاً، وأبناؤه الذين يكملون مسيرة البناء والمجد. إنه يوم الدعاء لهم، ولشهداء الكرامة الذين أثبتوا أن الوطن يستحق الدماء، أي أكثر من الاحتفال وأكثر من الحب. الإمارات وطن استثنائي في وحدته.. وهو يحتفل صباح كل يوم بالدعاء للشهداء، ولزايد الذي علّم العالم كله معنى أن تتحول الصحراء إلى حكاية خالدة تروى. رتِّل الآن، وغداً وبعد غد.. إن الوطن أغلى من الروح وإن العيد عيده والفرح فرحه والحب له. فالروح التي تحتضنه هي نحن، شعبه الذي لا يؤمن إلا بالعمل للنهوض به.. كل يوم اتحاد وأنت عالية الشأن يا بلادي، وأنت زاهية مزدهرة بإنجازات لا تفاخر أقل من النجوم.